-A +A
خالد سيف
النونو أبخص.. واللي في المدرج يتفرج..

ترددت هذه العبارة بطريقة مخيفة.. وانقسم حولها الاتحاديون بين مؤيد ومعارض.. وعاش المدرج الذهبي صيفا ساخنا.. تصدر فيه النونو قائمة القضايا المطروحة.. لدرجة أننا شعرنا أن هذا النونو لا مثيل له في عالم التدريب.. وما حققه من إنجازات.. كانت بمثابة معجزات.. لم يصل لها مدير فني في قارات الأرض.. لا غوارديولا الذي حقق ثلاثية تاريخية.. ولا الأرجنتيني ليونيل سكالوني حامل لقب مونديال 2022.. ولا لوتشيانو سباليتي الذي أعاد نابولي إلى تحقيق لقب الدوري بعد نحو 30 عاما.. ولا وليد الركراكي الذي تولى تدريب أسود الأطلس وقاد الوداد البيضاوي للتتويج بلقبي الدوري ودوري الأبطال وحقق في مونديال قطر 2022 إنجازا تاريخيا غير مسبوق عربيا.. ولا تشافي الذي أنهى أول موسم له مع برشلونة بالتتويج بلقب الدوري.. ولا سيموني إنزاغي الذي قاد إنتر للمباراة النهائية في دوري أبطال أوروبا كما قاد الفريق للتتويج بلقبي الكأس والسوبر المحليين.. ولا خوسيه لويس مينديليبار الذي تولى تدريب إشبيلية كمدرب طوارئ مؤقت ولكنه فاجأ الجميع وانتهى به الأمر للفوز بالدوري الأوروبي..


نونو سانتو يا سادة التلميذ النجيب لمواطنه البرتغالي جوزيه مورينيو.. الذي شربه النهج الدفاعي.. لو فتحت سيرته التدريبية ستجد أنه مدرب مغمور حقق لقبًا واحدًا فقط في تاريخه قبل أن يصل إلى جدة وهو التتويج بدوري الدرجة الأولى الإنجليزي مع وولفرهامبتون في موسم 2017-2018. وبعد أن أعلن الاتحاد التعاقد معه حتى صيف 2024 بمبلغ يفوق سلفه كوزمين كونترا بخمسة أضعاف.. كان الاتحاد بطلا غير متوج.. وساهمت عوامل فنية مجتمعة في تحقيقه بطولتين.. أبرزها دوري المحترفين الذي كان الفريق قريبا من تحقيقه موسمين سابقين لولا بعض الأخطاء الإدارية والفنية.. وكذلك بطولة السوبر التي وصل فيها الفريق إلى النهائي أكثر من مرة ولم ينجح.. وتحت تأثير صدمة الموسم الماضي لم يهدأ مدرج الذهب.. وكان المحفز الأول والدافع الرئيسي للتعويض وعودة الفريق إلى منصات التتويج.. على الرغم من النهج الدفاعي الجبان الذي كان يتبعه النونو وخسر الفريق العديد من النقاط.. وكاد يسقط وتحت ضغط المدرج الذهبي والمتابعين.. تغيرت قناعة النونو في بعض المباريات وباجتهادات فردية من بعض نجوم الفريق وانضمام هداف الدوري السابق إلى صفوف الفريق وحماس ورغبة طاقم الفريق في تعويض سقوط الموسم الماضي.. من هنا كسب النونو شهرة فاقت شهرته الأوروبية.. وكان التتويج بمثابة انتصار لجهود الجميع ولكن بنسب متفاوتة.. وكان المدرج صاحب النسبة الأعلى في تحقيق الإنجاز يعقبه دور اللاعبين وبعده يأتي دور النونو.. وفي آخر القائمة يأتي الدور الإداري المتخبط.. هذه قصة النونو مع الاتحاد كغيره من لاعبين ومدربين وإداريين كان الاتحاد سببا في شهرتهم ونجوميتهم.