-A +A
حمود أبو طالب
لا أدري كم عدد الذين سافروا إلى الخارج هذه العطلة الصيفية من السعوديين للسياحة والتغيير والترفيه، لكني أعرف أن أعداداً كبيرة انطلقت للسياحة داخل الوطن في المناطق التي تتمتع بطقس معتدل، وحتى الذين لم يغادروا مدنهم خلال هذه الفترة ورغم الزحام والحر يستمتعون بفعاليات كثيرة بعد أن أصبح الترفيه موجوداً بأشكال متعددة وزالت بعض المعوقات المصطنعة السابقة، وأصبحنا نتحدث عن السياحة كأحد عناصر جودة الحياة وروافع الاقتصاد.

السفر إلى الخارج يظل خياراً شخصياً حتى في أجمل البلدان. البحث عن الجديد المختلف والمثير من ثقافات وفنون وطعام وطبيعة وآثار موجود لدى كل الشعوب، وثقافة السياحة تختلف من شخص إلى شخص ومن مجتمع إلى مجتمع، وبما أننا نهدف إلى أن نكون بلداً سياحياً عالمياً، ونحن نملك ميزات نسبية مهمة تؤهلنا لنكون كذلك، فقد بدأت السياحة لدينا تمارس العمل المؤسسي من خلال الجهات الرسمية المعنية بها، وهناك جوانب مهمة ربما نتحدث عنها لاحقاً في هذا الموضوع، ولكن ما وددت الإشارة له اليوم بالتحديد هو كيف نتكيف كمجتمع مع السياح القادمين من ثقافات مختلفة، كوننا شعباً مضيافاً ونحب إكرام الآخرين والاهتمام بهم لا يعني ذلك جعلهم يشعرون بالتطفل على النمط الذي اختاروه لسياحتهم. السائح الأجنبي لا يهمه أن يكون الشعب السعودي بكرم حاتم الطائي، ولا يريد الفزعات المجانية أو إرغامه على شيء لا يريده، كما أنه لا يريد جموعاً تحدق فيه وكأنه كائن فضائي.


السائح الأجنبي يريد حرية ممارسته للسياحة بأسلوبه وثقافته، ولم يأتِ إلينا على بركة الله مثلنا عندما نذهب إلى بلدانهم، هو يأتي ولديه معلومات كافية عن ماذا يفعل وأين يذهب وكيف يتصرف وماذا يريد. علينا أن نهيئ أنفسنا اجتماعياً للتعامل مع 100 مليون سائح من الآن إلى 2030.