-A +A
أريج الجهني
سبعة وثمانون مليون مشاهدة حصدتها تغريدة مختصرة للاعب الفرنسي الشهير كيليان مبابي في اقتباس لتغريدة لاعب كرة السلة اليوناني يانيس انتيتوكونمبو الذي دعا الهلال للتعاقد معه والتي تجاوزت حاجز 133 مليون مشاهدة، قطاع الرياضة السعودي اليوم ينافس القطاعات الإعلامية والسياحية في الترويج للمملكة، بل قد يتفوق عليها إن لم تسر هذه القطاعات بذات الرتم الحماسي والمثير للعالم بأسره. يبدو أن مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية هو الشرارة الحقيقية للعالمية، تابعت كغيري صفقات الانتقالات الناجحة، وأشاهد ما يكتبه المشجعون من أمنيات وطلبات وتحليل، ولا يزيدني هذا التأمل سوى المزيد من محاولة تفسير تأثير هذه «الكرة» على الإنسان، هل هو الادرينالين أم الرغبة بالانتماء لكيان ناجح؟ أو حتى تقليل التوتر وتحسين المزاج؟ أم هي المحاكاة الذهنية للاعبين وخلق سيناريوهات الفوز والهزيمة.

«تعزيز التجربة الجماهيرية واستحداث تجارب رياضية نوعية» هدف من أهداف صندوق الاستثمارات العامة في الاستثمار في قطاع الرياضة، وأجد أن هذا الهدف قد تحقق وبشكل مسبق. ومع تصاعد بعض الأصوات الخارجية الغاضبة من نجاحات دوري روشن السعودي أجد أن أبعاد هذه الانتقالات أكبر بكثير من الرد عليهم أو حتى الالتفات لهم، فمكاسب هذه الصفقات النوعية لا تزال في بدايتها وتأثيرها الاجتماعي هو ما يعنيني هنا، ولعلها رسالة لكل من يجد أنه عالق في مكانه «تحرك أنت لست شجرة»، ولعلها فرصة ليعزز الناس ثقافة الرياضة والحياة والحركة.


القيمة السوقية للاعبين أيضاً أمر ملفت، وأتساءل: متى سنرى اللاعب السعودي يحظى بذات المزايا وتتنافس عليه الأندية العالمية؟ إن صناعة هذا الجيل ليس بالأمر المستحيل، وبالعقول الواعية سنتمكن من رؤية لاعبينا حول العالم، فلغة كرة القدم لا تحتاج لمترجمين، هي مهارات ونباهة وصحة تجمع الجماهير بمختلف مرجعياتهم وعقلياتهم وحالتهم الاجتماعية. بكل حال يبدو أن الجماهير المحلية والعالمية أكثر حماساً لانطلاق الدوري من جديد ولا نعلم إن كنا سنشاهد أسماء جديدة بجانب رونالدو وبنزيما. لا أحد يعلم.

أخيراً، فإن الانتقالات قد تكون صحية في حياة الإنسان، وتحمل معها الكثير من المعاني، سواء كان اللاعب أو الطبيب أو المفكر، فإن تجريب منصات وملاعب جديدة أمر مشوق، بالتأكيد ستفقد معها البعض من مكتسباتك، لكن من يتقن صناعة اسمه لا خوف عليه، وأنا هنا أصافحكم في صفحتي هذه مصافحة المحب لكل عين تقرأ أحرفي في كل خميس، وأقول شكراً لكرمكم وجودكم بوقتكم، وشكراً للثقة والتقدير من «عكاظ» وكل من أعرف، قد يكون مقالي الأخير هنا، وألقاكم في منصة جديدة بمشيئة الله. كونوا بخير.