في عام 2015 كتبت مقالاً عن مكة وأهمية تطوير صناعة السياحة الدينية المتعلقة بالحج، وأن الله جعل من أشهر الحج باب رزق ومنافع لهذا البلد الحرام. قال تعالى: «ليشهدوا منافع لهم»، وقد ضيق جمهور الفقهاء فريضة الحج وجعلوها في أيام فقط بخلاف صريح النص القرآني الذي يقضي بأن الحج أشهر معلومات، وهي الأشهر الحرم قال تعالى: «الحج أشهر معلومات». وقد يكون هذا الاجتهاد أو التضييق من فقهاء السلف له ما يبرره لعدم توفر الإمكانات في المشاعر طوال أربعة أشهر فضلاً عن الصعوبات التي يواجهها المسافر في رحلة السفر لوحده أو مع مجموعات صغيرة.
والحج من شريعة خليل الله إبراهيم -عليه السلام- قال تعالى: «وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئاً وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود، وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق».
لقد كان الحج قبل الإسلام للبيت الحرام فعند حضور العرب موسم سوق «عكاظ» الذي يعقد في شهر ذي القعدة، وعند انتهائه من أراد منهم الحج عليه أن يذهب إلى «مجنة» إلى ظهور هلال ذي الحجة، ثم يرتحل إلى «ذي المجاز» ومنه إلى «عرفة»، فإذا كان يوم التروية تزودوا بالماء وارتفعوا إلى «عرفة»، هذا بالنسبة للتجار الذين كانوا يأتون هذه المواضع للتجارة. أما بالنسبة لغيرهم فقد يقصدون الحج في أي وقت شاءوا ثم يذهبون إلى عرفة للوقوف موقف عرفة يقصدها «الحلة» سائر العرب، أما قريش «الحمس» فيقفون بنمرة ثم يلتقون جميعاً بمزدلفة للإفاضة.
والواقع أن كثيراً من الناس يغضب عند سماع ما لم يألفه أو يخالف الرأي الذي عرفه وتعود عليه، وهذا المقال يلقي الضوء على فوائد التوسع في مواقيت الحج الزمانية لما فيه من تسهيل وتمكين أكبر عدد من الأمة الإسلامية من أداء فريضة الحج ويشهدوا منافع لهم. قال تعالى: «الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوىٰ واتقون يا أولي الألباب».
يرى بعض من العلماء أن الحج جائز خلال الأشهر الحرم، وليس خاصاً باليوم التاسع من ذي الحجة، وبناء عليه يرون أن يوزع الحج على الأشهر الحرم، قال تعالى: «إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم» (36 التوبة). وقال بذلك من المعاصرين ياسر العديرقاوي من السودان والدكتور محمد شحرور وفضيلة المجدد الدكتور عبدالحميد أبوسليمان (يرحمه الله) الذي قال إن فهم المنطوق القرآني، ومفاهيمه التي تتعدى الزمان والمكان بشأن هذا الأمر، وفي أي أمر آخر من أمور حياة الإنسان حتى يوم الدين. وهذا يعني وجوب النظر في جميع وجوه التجديد الممكنة، لتحقيق الغايات القرآنية، والتيسير على الأمة في هذا العصر، وفيما سيأتي من عصور. إنه من الصعب على المسلم، استئناساً بالنص القرآني، ومقاصده، وكذلك من الناحية العقلية، والنفسية أن يسلم بأن الله فرض فريضة، ووضع ركناً من أركان الدين، لا يمكن أداؤه، وذلك بسبب الاستمرار على أحوال العصور السالفة، التي كانت تقصر أداء فريضة الحج كل عام على أربعة أيام فقط هي أيام (التاسع والعاشر والحادي عشر والثاني عشر) من شهر ذي الحجة، فيكون أداء فريضة الحج مرة واحدة في العام الهجري، ومن ثم، يتحتم كما نشاهد أن يحرم جل المسلمين من أداء هذا الركن من أركان الإسلام. والسؤال الموجه إلى علماء الأمة، ومفكريها وإلى جمهورها، هو: أما آن الأوان لتقبل مفهوم معاصر لنصوص القرآن، يستجيب لمستجدات العصر، بشأن هذا الركن،.... إننا نحسب أن النص القرآني، وبناء اللغة العربية وقواعدها لا يمنع من هذا الاجتهاد، بل يؤيده. ولعل في هذه «الرؤية الاجتهادية» ما يمكن الأمة في هذا العصر من «تجديد دينها»، في شأن الحج، ويمكن كل مسلم من أداء فريضة الحج، إنفاذاً لأمر الله -سبحانه وتعالى- في أداء ما فرضه عليهم، والتشرف بأمنية الطواف بالبيت، وأداء الصلاة في المسجد الحرام، وتحقيق غايات الحج الروحية والإنسانية التي منها تعارف المسلمين جميعاً كأخوة في الله، على صعيد عرفة، على اختلاف القسمات والألوان واللغات.
إن التيار الذي يقف ضد التجديد سيتجاوزه الزمن وقطار المستقبل لهذه الأمة الشابة الفكر المستنير.
والحج من شريعة خليل الله إبراهيم -عليه السلام- قال تعالى: «وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئاً وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود، وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق».
لقد كان الحج قبل الإسلام للبيت الحرام فعند حضور العرب موسم سوق «عكاظ» الذي يعقد في شهر ذي القعدة، وعند انتهائه من أراد منهم الحج عليه أن يذهب إلى «مجنة» إلى ظهور هلال ذي الحجة، ثم يرتحل إلى «ذي المجاز» ومنه إلى «عرفة»، فإذا كان يوم التروية تزودوا بالماء وارتفعوا إلى «عرفة»، هذا بالنسبة للتجار الذين كانوا يأتون هذه المواضع للتجارة. أما بالنسبة لغيرهم فقد يقصدون الحج في أي وقت شاءوا ثم يذهبون إلى عرفة للوقوف موقف عرفة يقصدها «الحلة» سائر العرب، أما قريش «الحمس» فيقفون بنمرة ثم يلتقون جميعاً بمزدلفة للإفاضة.
والواقع أن كثيراً من الناس يغضب عند سماع ما لم يألفه أو يخالف الرأي الذي عرفه وتعود عليه، وهذا المقال يلقي الضوء على فوائد التوسع في مواقيت الحج الزمانية لما فيه من تسهيل وتمكين أكبر عدد من الأمة الإسلامية من أداء فريضة الحج ويشهدوا منافع لهم. قال تعالى: «الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوىٰ واتقون يا أولي الألباب».
يرى بعض من العلماء أن الحج جائز خلال الأشهر الحرم، وليس خاصاً باليوم التاسع من ذي الحجة، وبناء عليه يرون أن يوزع الحج على الأشهر الحرم، قال تعالى: «إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم» (36 التوبة). وقال بذلك من المعاصرين ياسر العديرقاوي من السودان والدكتور محمد شحرور وفضيلة المجدد الدكتور عبدالحميد أبوسليمان (يرحمه الله) الذي قال إن فهم المنطوق القرآني، ومفاهيمه التي تتعدى الزمان والمكان بشأن هذا الأمر، وفي أي أمر آخر من أمور حياة الإنسان حتى يوم الدين. وهذا يعني وجوب النظر في جميع وجوه التجديد الممكنة، لتحقيق الغايات القرآنية، والتيسير على الأمة في هذا العصر، وفيما سيأتي من عصور. إنه من الصعب على المسلم، استئناساً بالنص القرآني، ومقاصده، وكذلك من الناحية العقلية، والنفسية أن يسلم بأن الله فرض فريضة، ووضع ركناً من أركان الدين، لا يمكن أداؤه، وذلك بسبب الاستمرار على أحوال العصور السالفة، التي كانت تقصر أداء فريضة الحج كل عام على أربعة أيام فقط هي أيام (التاسع والعاشر والحادي عشر والثاني عشر) من شهر ذي الحجة، فيكون أداء فريضة الحج مرة واحدة في العام الهجري، ومن ثم، يتحتم كما نشاهد أن يحرم جل المسلمين من أداء هذا الركن من أركان الإسلام. والسؤال الموجه إلى علماء الأمة، ومفكريها وإلى جمهورها، هو: أما آن الأوان لتقبل مفهوم معاصر لنصوص القرآن، يستجيب لمستجدات العصر، بشأن هذا الركن،.... إننا نحسب أن النص القرآني، وبناء اللغة العربية وقواعدها لا يمنع من هذا الاجتهاد، بل يؤيده. ولعل في هذه «الرؤية الاجتهادية» ما يمكن الأمة في هذا العصر من «تجديد دينها»، في شأن الحج، ويمكن كل مسلم من أداء فريضة الحج، إنفاذاً لأمر الله -سبحانه وتعالى- في أداء ما فرضه عليهم، والتشرف بأمنية الطواف بالبيت، وأداء الصلاة في المسجد الحرام، وتحقيق غايات الحج الروحية والإنسانية التي منها تعارف المسلمين جميعاً كأخوة في الله، على صعيد عرفة، على اختلاف القسمات والألوان واللغات.
إن التيار الذي يقف ضد التجديد سيتجاوزه الزمن وقطار المستقبل لهذه الأمة الشابة الفكر المستنير.