-A +A
حمود أبو طالب
مفاد الخبر الذي نشرته صحيفة وول ستريت جورنال قبل يومين، أن المملكة سوف تستضيف مسؤولي أكثر من 30 دولة في مدينة جدة بداية شهر أغسطس لعقد محادثات سلام بين الدول الغربية وأوكرانيا، مع توقعات بحضور دول كبرى كالصين التي تربطها علاقات جيدة مع روسيا، وبالتأكيد سوف تتضح أسماء الدول المشاركة ومستوى المسؤولين قبل عقد المحادثات يومي 5 و6 أغسطس.

هذا الخبر كان حديث وسائل الإعلام العالمية، لأن الحرب الروسية الأوكرانية بتداعياتها وارتداداتها هي أزمة عالمية حقيقية تزداد تعقيداً كل يوم، والعالم يخشى من لحظة تهور يضيع فيها العقل وينفلت عقال أسلحة لا تبقي ولا تذر، وحتى لو لم تحدث هذه الكارثة فإن التداعيات الاقتصادية قد حدثت وسوف تكون أكثر سوءاً مع استمرار الحرب.


ما يهمنا الآن هو لماذا المملكة هي الدولة المضيفة لهذه المحادثات المهمة التي يترقبها العالم؟

الإجابة عن هذا التساؤل قد تطول، إذا حاولنا الحديث عن مجمل الأسباب التي هيأت المملكة ليقع عليها الاختيار، ولكن على وجه العموم يمكننا القول بأن المملكة قد تمكنت من تحقيق اختراقات سابقة في الأزمة بين البلدين لصالح الوصول إلى حلول نهائية مستدامة، وقد مكنتها أسباب كثيرة من ذلك، فالمملكة نتيجة مواقفها المتزنة من أطراف الأزمة، استطاعت كسب ثقتهم، وقد بادرت فعلياً في الإعلان سابقاً عن استعدادها لتكون وسيطاً للسلام ودعم المبادرات التي تمكّن من الوصول إليه.

كما أن المملكة تتمتع بعلاقات قوية ومهمة مع كل الأطراف المشاركة في الأزمة والمؤثرة على مجرياتها، فعلاقتها مع روسيا جيدة، وكذلك مع أوكرانيا التي كان رئيسها ضيفاً خاصاً على القمة العربية في جدة، وكذلك علاقتها مع الصين، أما محور الدول الغربية وأمريكا فمعروفة علاقات المملكة التأريخية معه، وبالتالي فالمملكة هي الأنسب بكل المعايير لتحقيق اختراق مهم في الأزمة.

لقد حققت الدبلوماسية السعودية حضوراً مهماً ولافتاً ومؤثراً على المسرح الدولي، وأثبتت اتزانها وسعيها الحقيقي لإيجاد حلول تخفف من كل أشكال الأزمات التي تعاني منها دول العالم، وبالتأكيد سيحبس العالم أنفاسه في يومي انعقاد المحادثات أملاً بانتهاء هذا الكابوس المزعج.