كم مرة كتبت عن أهمية قراءة الأفكار المغايرة لما نؤمن به، فالأفكار تتجدد مع المتغيرات المعرفية، في جدتها، ونقض ما سبقها من أفكار أو تجديدها.
وكنت أستهدف -دائماً- بهذا القول جيل الوعاظ والمشايخ الشباب، فالملاحظ أنهم قابعون في أقوال مضى عليها مئات السنوات من غير تجديد في متن تلك الكتب، فالحركة المعرفية لديهم هي استنساخ ما قيل في كتب التراث من النواحي العقدية، والفقهية، والالتزام بما جاء في سيره، فالواعظ الشاب لا يبتعد كثيراً عمّا كتبه شيخ في القرن الثالث الهجري، أي أنه يعيد ما قرأه حرفياً، وهي الثقافة التي أسميها إعادة (مياه النافورة)، فكمية الماء واحدة تجري في مسار واحد لا جديد يضاف، ولا تنقية للماء المعاد تدويره.
من المهم جداً للشاب معرفة ما جاء في تلك الكتب، والأهم الآن تلقي الأفكار البحثية المستحدثة والتي أظهرت آراء قيمة يستوجب على الوعاظ والمشايخ الشباب الإحاطة بها، والتحاور معها، والتخلي عن الوصايا السائدة بعدم قراءة الأفكار المثيرة للجدل الصادرة من كتّاب وعلماء اشتغلوا بالبحث الديني، والحاملين لحجج مقنعة في الغالب.
وعلى هؤلاء الشباب الوعاظ التخلص من فكرة أن علوم الدين بحاجة إلى متخصصين، فأنا أرى أن الدين ليس تخصصاً، فالله يحاسب الإنسان وفق فهمه وليس وفق تخصصه.
من المهم للشباب الإحاطة بما يقال، على الأقل التنبه للإشارات الحاذقة في ما يقولون، وأعتقد أن مشكلة بعض الوعاظ والمشايخ ليس لديهم معرفة بالعلوم التطبيقية ونقص هذه المعرفة يجعلهم عاجزين عن فهم ما يقال وفق المتغيرات المعرفية التي تحملها العلوم التطبيقية ويتحدث بها أولئك المنشغلون بتجديد الوعي الديني.
وإن بدأت بالوعاظ الشباب كان عليّ البدء بالجامعات والمراكز الدينية في إحداث نقلات معرفية في المناهج أو مراجعات صادقة لما رسب في كتب التراث، ويكون المستهدف الإسهام في إعداد وعاظ على دراية وإحاطة لما يتشكل من وعي ديني يتناسب مع المتغيرات العلمية فهماً وحجة.
وأعرف تماماً أن الأمة الإسلامية بها علماء كبار يحملون آراء جريئة فيما سبق من قضايا مختلف عليها ولا تزال محل جدال، إلا أن هذه الفئات لم تتحرك للتغيير أو تقليم أو تصحيح ما استقر في الكتب التراثية من زلل؛ إما لخشية، أو أن أصواتهم لا تصل كون الأخطاء المتراكمة في كتب التراث من الصعوبة بمكان تصويبها. وهذا القول ليس يأساً وإنما تقرير حالة وضع أمة.
ويبقى الأمل في مشروع سيادي ينهض بما عجزت الأمة مجتمعة على إحداثه من تجديد ومسايرة ضرورة المراجعة، فتجديد الدين الموعود بكل مائة عام، يمكن أن يكون المجدد مشروعاً سيادياً ضخماً، والتجديد المنصوص عليه في كل مائة عام ليس مرتهناً بشيخ، فزمن الشيخ الواحد الذي تجمع على أقواله الأمة لا يمكن حدوثه في هذا الزمن.
وكنت أستهدف -دائماً- بهذا القول جيل الوعاظ والمشايخ الشباب، فالملاحظ أنهم قابعون في أقوال مضى عليها مئات السنوات من غير تجديد في متن تلك الكتب، فالحركة المعرفية لديهم هي استنساخ ما قيل في كتب التراث من النواحي العقدية، والفقهية، والالتزام بما جاء في سيره، فالواعظ الشاب لا يبتعد كثيراً عمّا كتبه شيخ في القرن الثالث الهجري، أي أنه يعيد ما قرأه حرفياً، وهي الثقافة التي أسميها إعادة (مياه النافورة)، فكمية الماء واحدة تجري في مسار واحد لا جديد يضاف، ولا تنقية للماء المعاد تدويره.
من المهم جداً للشاب معرفة ما جاء في تلك الكتب، والأهم الآن تلقي الأفكار البحثية المستحدثة والتي أظهرت آراء قيمة يستوجب على الوعاظ والمشايخ الشباب الإحاطة بها، والتحاور معها، والتخلي عن الوصايا السائدة بعدم قراءة الأفكار المثيرة للجدل الصادرة من كتّاب وعلماء اشتغلوا بالبحث الديني، والحاملين لحجج مقنعة في الغالب.
وعلى هؤلاء الشباب الوعاظ التخلص من فكرة أن علوم الدين بحاجة إلى متخصصين، فأنا أرى أن الدين ليس تخصصاً، فالله يحاسب الإنسان وفق فهمه وليس وفق تخصصه.
من المهم للشباب الإحاطة بما يقال، على الأقل التنبه للإشارات الحاذقة في ما يقولون، وأعتقد أن مشكلة بعض الوعاظ والمشايخ ليس لديهم معرفة بالعلوم التطبيقية ونقص هذه المعرفة يجعلهم عاجزين عن فهم ما يقال وفق المتغيرات المعرفية التي تحملها العلوم التطبيقية ويتحدث بها أولئك المنشغلون بتجديد الوعي الديني.
وإن بدأت بالوعاظ الشباب كان عليّ البدء بالجامعات والمراكز الدينية في إحداث نقلات معرفية في المناهج أو مراجعات صادقة لما رسب في كتب التراث، ويكون المستهدف الإسهام في إعداد وعاظ على دراية وإحاطة لما يتشكل من وعي ديني يتناسب مع المتغيرات العلمية فهماً وحجة.
وأعرف تماماً أن الأمة الإسلامية بها علماء كبار يحملون آراء جريئة فيما سبق من قضايا مختلف عليها ولا تزال محل جدال، إلا أن هذه الفئات لم تتحرك للتغيير أو تقليم أو تصحيح ما استقر في الكتب التراثية من زلل؛ إما لخشية، أو أن أصواتهم لا تصل كون الأخطاء المتراكمة في كتب التراث من الصعوبة بمكان تصويبها. وهذا القول ليس يأساً وإنما تقرير حالة وضع أمة.
ويبقى الأمل في مشروع سيادي ينهض بما عجزت الأمة مجتمعة على إحداثه من تجديد ومسايرة ضرورة المراجعة، فتجديد الدين الموعود بكل مائة عام، يمكن أن يكون المجدد مشروعاً سيادياً ضخماً، والتجديد المنصوص عليه في كل مائة عام ليس مرتهناً بشيخ، فزمن الشيخ الواحد الذي تجمع على أقواله الأمة لا يمكن حدوثه في هذا الزمن.