-A +A
ريهام زامكه
عزيزي القارئ:

«إذا أردت قطع علاقتك بشخصٍ ما، سلفه مالاً وأنا أضمن لك بأنه سوف يختفي من حياتك كما تختفي الشياطين».


في الواقع الحديث عن هذه الظاهرة مُتشعب، ويعد بالفعل مشكلة حقيقية يعاني منها كل من أقرض أو سلّف شخصاً مبلغاً محدداً (يفُك زنقته) وبعدها وجد أن الطيور طارت بأرزاقها، فلا المال المقترض عاد لصاحبه، ولا الشخص (المُتسلف) عاد موجوداً أيضاً!

والمشكلة الأدهى والأمر أن هناك نوعاً من الناس وجهه (مغسول بمرق)، فهو لا يخجل ولا يتردد من أن يتسول دائماً ويستغل طيبتك معه وشهامتك، ويطلبك بإلحاح مساعدته بالمال وإقراضه مرة، واثنين، وثلاثة، وعشرين دون خجل أو أي إحساس بأن (فاتورته) المُستحق سدادها لك قد ثقلت وهو لم يسدد ما عليه!

ويصبح الوضع أكثر إحراجاً إذا كان هذا الشخص قريباً أو صديقاً لك، فتشعر بالخجل عند مطالبتك له بسداد الدين رغم أنه حقك ولكن حتى لا تفهم خطأ، أو يتطور الأمر فيما بعد بينكما للمشاكل أو المحاكم والقطيعة وهذا المؤكد.

لذا أقول لكل شخص (مُتكل) على الآخرين واعتاد أن يتسلف من الناس، إذا تسلفت من شخص وأعطاك ما تيسر منه ليساعدك، فاحمل له هذا الجميل ولا تنكر فضله عليك، لأنه إنسان نبيل وشهم وعليك أن تحترم موقفه معك وتبادر بقضاء دينك له في أقرب وقت، دون أن تستغله أو تجحده ولا ترد له ماله.

لكن إن كنت إنساناً تعود على الشحاذة من الناس ولم تتحمّل مسؤولياتك وتعمل من أجلها ومن أجل توفير مستلزماتك الحياتية فهذه مشكلة حقيقية فيك، ولا تُعلق تصرفاتك هذه على (شماعة الظروف) لأنك لست وحدك من لديه ظروف وأولويات ومسؤوليات، فالناس جميعاً لديهم التزامات ولكنهم ليسوا مُلزمين بك أو بغيرك على الإطلاق.

هناك مثل حجازي يقول: «أتسلف وأزرع، ولا تتسلف وتبلع»، وأعتقد معناه واضح ولا يحتاج إلى أي شرح.

وعلى كل حال، بعد كل هذه المحاضرة الطويلة في الأخلاق ترى الأخلاق تجارية و(الدنيا حَر)، وبصراحة نفسي أعرف كيف يتقلب (فنان العرب) على جمر الغضى وليته يعطيني الطريقة.

ولا أنسى قبل أن أختم وبما أن (القرنقش بالقرنقش يُذكر)..

تسلفت مني صديقة مبلغ 20 ألف ريال وأنا (لن أقول اسمها) احتراماً لوالدها العم محمد بن سعيد، واحتراماً لوالدتها الخالة خيرية بنت أحمد، واحتراماً لأختها المُعلمة صفية، وأخوها المهندس عبدالله، وسوف أكون (أحسن منها) وأراعي حق الصداقة والعشرة وأنسى أنها أخذت المبلغ وعملت به مشروعاً فاشلاً، وسأكتفي بأن أقول لها (رجّعي فلوسي) يا فتحية لأني والله إنسانة ما أحب (الفضايح).