-A +A
أحمد الجميعة
بعيداً عن نتيجة مباراة الهلال والنصر في نهائي بطولة كأس الملك سلمان للأندية العربية، ومن فاز أو خسر؛ فهذا ميول جماهيري عاطفي ينتهي في وقت فرحه، ويوثق التاريخ من كسبه، ولكن ما يهمني هنا؛ هو تصريح سمو وزير الرياضة الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل عن ودية البطولة، ودلالات هذا التصريح، وتوقيته، وأهميته الاستراتيجية لقطاع الرياضة والشباب، ولماذا كل هذه الضجة الإعلامية حول التصريح، وتفسيرات النخب والمختصين تجاهه، والمماحكات التي ظهرت بين الجماهير في شبكات التواصل الاجتماعي للرد على بعضها البعض في نصوص ومقاطع صوتية ومصورة حول هذا التصريح.

المؤكد أن البطولة ناجحة بكل المقاييس، وهي أفضل نسخة عربية للأندية على الإطلاق تنظيماً ورعاية ومشاركة للنجوم، وأكثرها جماهيرية، وتنافسية، ومتابعة عالمية، وتطبيقاً للمعايير الدولية مثل نظام (TMS) لتسجيل اللاعبين، والأهم الاسم الغالي الذي تحمله، ولكن الحديث عن ودية البطولة الذي تحدّث به سمو وزير الرياضة جاء في سياق تنظيمي لحوكمة البطولة، وإشارة إلى أنه رغم كل تلك الجهود والنجاحات التي تحققت، إلا أن البطولة ودية فكيف لو كانت رسمية، وطبعاً سموه لا يقصد التقليل من بطولة ينظمها، أو فريق النصر الذي حققها، ولكن سموه يبعث برسالة إيجابية أن بطولة الأندية العربية التي حققت في هذه النسخة المعايير الدولية في التنظيم؛ يمكن إدراجها ضمن مسابقات الفيفا المعتمدة مستقبلاً، كما حصل مثلاً مع بطولة المنتخبات العربية أو كأس العرب التي تم تنظيمها من الاتحاد الدولي فيفا في العام 2021.


مهم جداً أن لا نحمّل تصريح سموه عن ودية البطولة أكثر مما يُحتمل، أو نترك مساحة لا تليق من التشكيك وتأزيم الرأي العام ومحاولة إثارته، خصوصاً أن مشروع الرياضة السعودية أكبر بكثير مما تم ويتم تداوله حتى الآن عن ودية البطولة، فالرجل الذي تحدث بذلك هو وزير الرياضة ورئيس الاتحاد العربي، ومسؤول ناجح، ويدرك التفاصيل وحجم المشروعات التطويرية المطلوبة منه لإنجازها، فليس هناك ما يستدعي الانحياز السلبي من الجمهور تجاه التصريح، لأنه باختصار تصريح واقعي؛ فالبطولة ناجحة وفاز بها من يستحقها ولكنها تبقى ودية، هذه هي الحقيقة، وتوقيت الحديث عن هذه الحقيقة لتكون رسالة تحفيز للاتحاد العربي لاعتمادها في النسخ المقبلة بعد النجاح الكبير الذي تحقق.

الميول في الرياضة شيء والنهوض بمشروع الرياضة شيء آخر مختلف؛ فلا يمكن أن تصنع الألوان مشروعاً نهضوياً للمنافسة عالمياً، ولا يمكن أن ينتصر شعار نادٍ على حساب شعار وطن؛ فالقضية محسومة، وتحتاج من الجميع التحليق إلى فضاء أكبر وأوسع لتحقيق ما نحلم به في رياضتنا السعودية، وهي كذلك على طريق الطموحات والتطلعات المستقبلية، والقادم أفضل وأجمل بإذن الله.