-A +A
خالد السليمان
في صغري كان يوم العودة للمدارس من أثقل أيام السنة، فالانتقال من أجواء الإجازة المريحة والمتحررة من التزامات الواجبات المدرسية وأوقات النوم المحددة يمثل تحولاً صعباً، لذلك كان دور الإداريين والمعلمين في المدارس مهماً ومؤثراً في تهيئة أجواء استقبال مريحة للطلاب العائدين !

دائماً كنت وما زلت أجد دور إدارة المدرسة وكادر التعليم الأساس في خلق البيئة الجاذبة والمحفزة للطلاب والطالبات، وكم من إداري أو معلم زرعوا محبة المدرسة في نفوسنا وكم منهم من نفَّرنا منها وجعل الذهاب إليها كل صباح قاسياً، نجر إليها أقدامنا جراً مجبرين لا مختارين !


الأكيد أن أجواء المدارس اليوم مختلفة، وبيئتها أقل سطوة، والعلاقة مع المعلمين والمعلمات أكثر مرونة وودية مع تحولات المجتمع، وتغير العديد من قواعد التعامل مع الطلبة ومنع الضرب، لكن ما زال هناك من يمارس أسلوباً أكثر قسوة من الضرب مع طلابه، فاستخدام اللغة الخشنة أكثر إيذاء للنفس من الضرب للجسد، كما أن تعسف بعض المعلمين في التعامل وتلبية بعض الاحتياجات الأساسية للطلاب، مثل الشكوى من التعب أو الحاجة للذهاب لدورة المياه غير مقبول، فأساس العلاقة يجب أن يبنى على الثقة حتى وإن استشعر المعلم خداعاً أو مراوغة من طالبه، فبناء الثقة جزء من العملية التربوية والتعليمية، ويمكن للمعلم أو الإداري أن يمارسها بذكاء، خاصة وأننا أمام علاقة طويلة المدة تحكمها عوامل فارق السن ومستوى الوعي والتفكير، والإداري أو المعلم المحترف هو من أجاد توظيف هذه العوامل في علاقته بطلاب مدرسته أو فصله !

باختصار.. عوداً حميداً لأبنائنا الطلاب، وتأقلماً سريعاً مع المدرسة، وشكراً جزيلاً مقدماً ودعاء مخلصاً بالتوفيق للأسرة الإدارية والتعليمية !