-A +A
مي خالد
المرض يشكل دائماً التهديد الأعظم للبشرية، فإن الوباء عبر التاريخ هو الذي يسلم أغلب الجثث إلى الموت. وفي المقابل، كانت العلاقة بين القذارة والمرض مفهومة دائماً، لكن التحضر السريع أضفى أهمية جديدة على مشكلة النظافة، وأدى ذلك إلى تقدم مهم في التخطيط المدني.

كأنظمة الصرف الصحي الحديثة، مثلاً: لقد تم بناء نظام الصرف الصحي في لندن عام 1848 بعد وباء الكوليرا الرهيب.


وهكذا، قبل أن يتم فهم آليات العدوى، تم تنفيذ بعض وسائل مكافحتها على الأقل في بعض المدن الأوروبية. وبالمثل، فإن التطبيقات العملية الأولى للكيمياء في الطب حدثت مع اختراع التخدير في أربعينيات القرن التاسع عشر.

كان هذا التقدم الحقيقي مسبوقاً بنمو المعرفة التي ادعت أنها علمية حقاً، ولكنها انتهكت مبادئ المنهج العلمي، واستخدمت أساليب قذرة، واستندت إلى مقدمات خاطئة، أو كانت ببساطة غير دقيقة من الناحية الواقعية. تشكل هذه المجالات فروعاً للطب وللعلم «الزائف».

تقدم الطب نعم، لكن بعض العلماء لم يكونوا إلا سحرة ومشعوذين حتى في ثقافتنا العربية سنجدهم مفتونين بعلم الخيمياء.

ليس مستغرباً، فعلى سبيل المثال جمعت العلوم السحرية والخيمياء بين إسحاق نيوتن وجابر بن حيان أكثر مما يجمع بينهما علم الطب والكيمياء.

نيوتين مكتشف الجاذبية الأرضية ماهو إلا ساحر وكان يكافح مرض الطاعون بسائل يستخرجه عن طريق إفراغ بطون الضفادع بعد صلبها وتجفيفها، أما مؤسس علم الكيمياء العربي جابر بن حيان فكان ذا عقلية خرافية وعليم بالخيمياء والعلوم الأخرى التي تسمى علوم السر مثل الريمياء والهيمياء والسيمياء والليمياء وغيرها من العلوم الطبية السحرية، كما أنه يعتقد بإمكانية خلق الإنسان من العدم وليس عن طريق الإنجاب والتناسل الطبيعي مثلما خلق عيسى الطير من الطين وله في ذلك مؤلفات من آلاف الصفحات، ويسمي هذا الباب باب التوليد.