-A +A
حمود أبو طالب
قرأنا قبل أيام، تزامناً مع بدء العام الدراسي الجديد، إطلاق برنامج المدارس الصحية بالتعاون بين وزارة الصحة ووزارة التعليم سعياً لتقديم أنشطة ورسائل صحية للطلاب لتعينهم على تبنّي نمط حياة صحي يعزز الوقاية ضد المخاطر الصحية.

هذه بداية جيدة لكنها غير كافية، ونأمل أن تتطور التجربة لتصبح الرعاية الصحية للطلاب والطالبات على نطاق أوسع وأشمل من حيث التغطية والمشاكل الصحية التي يعاني منها الطلاب والطالبات في سن مبكرة، وتنتج عنها مشاكل أكبر مع الوقت تؤثر على حياتهم، وقد تدخل في نطاق الأمراض المزمنة التي تؤثر على حياتهم بشكل كبير.


الموضوع يحتاج إلى حديث طويل لا تتسع له هذه المساحة، وجدير به أن يستحوذ على اهتمام كل الجهات ذات العلاقة، التثقيف الصحي في المدارس جانب مهم عندما يقدم بشكل علمي صحيح، لكن ذلك وحده لا يكفي، فلا بد من الحرص على البحث عن مؤشرات المشاكل الصحية في وقت مبكر والتعامل معها في الوقت المناسب.

وعلى سبيل المثال لا الحصر، السمنة بين الأطفال في المملكة أصبحت مشكلة حقيقية، وقد تؤدي لاحقاً إلى مضاعفات خطيرة. معروف أن هناك عوامل كثيرة تتداخل في تسبيبها، لكن من أهمها نمط التغذية الشائع بين الأطفال في هذا الوقت، واعتمادهم شبه الكلي على ما يعرف بـ «الجنك فود» بكل أضراره، الكلام المثالي الموجود في كتب المدارس عن التغذية الصحية يذهب أدراج الريح عندما تأتي خيارات طعام الأطفال، والأسوأ أن بعض الأسر بأكملها تعتمد على مثل تلك الوجبات وليس الأطفال فحسب.

وهناك مشاكل صحية أخرى غير السمنة نسبتها غير قليلة في سن الطفولة تتطلب الاهتمام بها والتعريف بها بالاشتراك مع الأسرة، وهنا بالضرورة لا بد من كشف دوري كامل للطلاب يشمل الحالة الجسدية والنفسية والعقلية، أي وجود عيادات شاملة متخصصة تستطيع الكشف عن المشاكل الصحية بكل أنواعها في وقت مبكر ليكون التعامل معها أسرع والنتائج أفضل.

نمط الحياة الصحي عبارة سهلة القول، لكنها في الواقع منظومة متشابكة من الجوانب، لن تحققها بعض العبارات التقليدية التي تتزين بها الكتب، وبعضها نجترها من كتب الزمن الماضي. الرعاية الصحية المدرسية ملف مهم لا بد من التعامل معه كما يجب.