ما يميز الولايات المتحدة الأمريكية أن سياساتها الخارجية مرتبطة مع مصالحها بعيداً عن أي أيديولوجيات أو علاقات إنسانية أو قيم أو أخلاق. وأن جميع مدارس السياسة الأمريكية الأربع: الهاملتونية، والويلسونية، والجاكسونية، والجيفرسونية، تركز على مصلحة أمريكا أولاً وأخيراً، وتقوم على علاقات دولية تصب في مصلحتها وترتكز على استخدام القوة المفرطة ومحاربة الهجرة والقيود الدولية، وتسعى في علاقاتها الدولية على ما يفيد أمريكا، وتختصر المدرسة الهملتونية هذا المفهوم الذي يرتكز على النفعية، وأن التجارة المحرك الرئيسي للسياسة الأمريكية الذي تحافظ عليه أمريكا من خلال أسطول قوي يكون في خدمة شركاتها الدولية، وعند تهديدها تقوم أمريكا ببناء تحالف دولي يسقط الدول المارقة المهددة لمصالح الشركات الأمريكية.
المصلحة والمنفعة في الواقع هما المحرك للسياسات الأمريكية التي تقوم على فكرة الرأسمالية المتوحشة الأمريكية التي زادتها بلاء الليبرالية الجديدة التي تسعى أمريكا إلى نشرها خارج أمريكا سواء باستخدام المعونات أو بالعقوبات الاقتصادية، ومن خلال مكينتها الإعلامية، وبالتدخل العسكري أو بالتفوق التكنولوجي والحصار الاقتصادي، مستندة إلى قوة المنظمات النقدية والمالية التابعة لها (خاصة صندوق النقد الدولى، والبنك الدولى) وبالسيطرة الأمريكية، والأوروبية من بعدها، على أدوات التداول النقدي، أو ما يطلق عليه البعض مسمى الإمبريالية النقدية للدولار، وكذلك من خلال التحكم فى أسواق المال والسندات والديون، واحتكار قمم التكنولوجيا العليا، على أيدي الشركات العملاقة عابرة الجنسيات التابعة لها، في مختلف القطاعات التكنولوجية المتقدمة، الأمر الذي يؤدي أن لا تصبح أمريكا المحرك العالمي سواء اقتصادياً أو عسكرياً.
موقف واشنطن من انقلاب النيجر يظهر فيه بوضوح المصلحة التي تحرك واشنطن وتسعى لتحقيقها دون الأخذ في الاعتبار مصلحة حليفتها فرنسا، مما جعل فرنسا تعلق بعد أن عينت أمريكا سفيراً لها في النيجر: «لسنا بحاجة لأعداء ولدينا حلفاء كهؤلاء». ولا شك لم تنسَ فرنسا موضوع صفقة الغواصات التي أفسدتها واشنطن وبريطانيا على فرنسا، وقد اعتبرتها فرنسا طعنة في الظهر. إن سياسات واشنطن في المنطقة العربية وموقفها مع إسرائيل على حساب مصالح حلفائها في الشرق الأوسط يظهر مدى التزام واشنطن بمصالحها على حساب أصدقائها وحلفائها.
معرفة منطلقات السياسة الأمريكية تساعد في رسم السياسات والعلاقات مع واشنطن. هذه المنطقة لا تبحث عن عداوات جديدة أو صدامات ومواقف عنترية. لهذا يجب أن تنطلق سياسات منطقتنا العربية من منطلقات عقلانية وموضوعية وفهم عميق للمدارس السياسية التي تعتمدها كل دولة مؤثرة في العالم. ومعرفة أن واشنطن لا تلتزم بأي اتفاقيات وإنما بمصالح تحافظ عليها.
المصلحة والمنفعة في الواقع هما المحرك للسياسات الأمريكية التي تقوم على فكرة الرأسمالية المتوحشة الأمريكية التي زادتها بلاء الليبرالية الجديدة التي تسعى أمريكا إلى نشرها خارج أمريكا سواء باستخدام المعونات أو بالعقوبات الاقتصادية، ومن خلال مكينتها الإعلامية، وبالتدخل العسكري أو بالتفوق التكنولوجي والحصار الاقتصادي، مستندة إلى قوة المنظمات النقدية والمالية التابعة لها (خاصة صندوق النقد الدولى، والبنك الدولى) وبالسيطرة الأمريكية، والأوروبية من بعدها، على أدوات التداول النقدي، أو ما يطلق عليه البعض مسمى الإمبريالية النقدية للدولار، وكذلك من خلال التحكم فى أسواق المال والسندات والديون، واحتكار قمم التكنولوجيا العليا، على أيدي الشركات العملاقة عابرة الجنسيات التابعة لها، في مختلف القطاعات التكنولوجية المتقدمة، الأمر الذي يؤدي أن لا تصبح أمريكا المحرك العالمي سواء اقتصادياً أو عسكرياً.
موقف واشنطن من انقلاب النيجر يظهر فيه بوضوح المصلحة التي تحرك واشنطن وتسعى لتحقيقها دون الأخذ في الاعتبار مصلحة حليفتها فرنسا، مما جعل فرنسا تعلق بعد أن عينت أمريكا سفيراً لها في النيجر: «لسنا بحاجة لأعداء ولدينا حلفاء كهؤلاء». ولا شك لم تنسَ فرنسا موضوع صفقة الغواصات التي أفسدتها واشنطن وبريطانيا على فرنسا، وقد اعتبرتها فرنسا طعنة في الظهر. إن سياسات واشنطن في المنطقة العربية وموقفها مع إسرائيل على حساب مصالح حلفائها في الشرق الأوسط يظهر مدى التزام واشنطن بمصالحها على حساب أصدقائها وحلفائها.
معرفة منطلقات السياسة الأمريكية تساعد في رسم السياسات والعلاقات مع واشنطن. هذه المنطقة لا تبحث عن عداوات جديدة أو صدامات ومواقف عنترية. لهذا يجب أن تنطلق سياسات منطقتنا العربية من منطلقات عقلانية وموضوعية وفهم عميق للمدارس السياسية التي تعتمدها كل دولة مؤثرة في العالم. ومعرفة أن واشنطن لا تلتزم بأي اتفاقيات وإنما بمصالح تحافظ عليها.