-A +A
خالد السليمان
عند سيور الحقائب بصالة وصول الطيران الأجنبي بمطار الملك خالد، أخذ موظف يضع سترة تحمل شعار المطار يتنقل بين سيور الحقائب المكتظة بالمسافرين الواقفين بانتظار وصول حقائبهم مردداً بصت عالٍ: اللي خلص لا ينتظر يغادر ، وكررها عدة مرات حتى قال له مسافر سعودي مسن: عطونا حقائبنا ولن نبقى هنا للحظة واحدة !

كان صوت الموظف عالياً ومزعجاً ولا يليق بصورة مطار دولي يهدف ليكون جزءاً من منظومة استقبال السائحين وزيادة عدد المسافرين وتحسين تجربة الركاب، في الحقيقة لم يكن مزعجاً وحسب بل ومستفزاً، فهؤلاء المتجمهرون لا يتجمهرون على حفلة مسلية أو جلسة ترفيهية بل يقضون وقتاً غير سعيد في انتظار حقائب سفرهم، وأولويتهم الأولى مغادرة المكان بأسرع وقت، لذلك كان أولى بهذا الموظف غير الموفق أن يوجه صياحه للعاملين في خدمات نقل الحقائب في الأسفل لبذل جهد أكبر في نقل الحقائب، أو ربما العمل على زيادة عددهم !


قبل الوصول لمنطقة الحقائب تخوض تجربة إيجابية سريعة في تخليص إجراءات ختم الجوازات، لكن طابوراً يتشكل عند موظف رسمي يدقق في الأختام، وهو إجراء لم أجده يطبق في أي مطار عالمي سافرت إليه، ويسبب تكدساً لا مبرر له، ويمكن لهؤلاء الرسميين أن يتولوا بأنفسهم ختم الجوازات أو الوقوف إلى جوار الموظفين المكلفين بإجراءات الدخول وتدقيق عملهم لتوفير الوقت والعناء إذا كان عملهم بحاجة للتدقيق والمتابعة !

أخيراً، ما زال منظر «الكدادة» يستقبل المسافرين ويعطيهم الانطباع الأول عن البلاد، هو تشويه غير مقبول لصورة بلاد تعمل على الجذب السياحي، ويسبب زحاماً بشرياً عند البوابات وزحاماً مرورياً عند الأرصفة فيخلق فوضى لا مبرر لها !

باختصار.. رحلة تطوير مطاراتنا مازالت طويلة ومازالت تجربة المسافر حسب التوافيق !