-A +A
حسين شبكشي
في مجال الإدارة هناك أقسام كبيرة من المهم إجادتها لكي تسير الكيانات والمؤسسات أياً كان حجمها، بسلاسة وانسيابية ونجاح تام. أقسام مثل الإدارة العامة والإدارة المالية وإدارة الموارد البشرية وإدارة العلاقات العامة على سبيل المثال لا الحصر. وإدارة العلاقات العامة لعقود طويلة جداً من الزمن لم تكن تؤخذ بالجدية الكافية، وكان يتم التعامل مع القائمين عليها بأن لديهم «شطارة وفهلوة» تمكنهم من التعامل مع المواقف الصعبة والمعقدة.

وهذه بطبيعة الحال نظرة قاصرة وفيها الكثير من التبسيط والتسطيح، فالعلاقات العامة تحوّلت من علم وإدارة ذات قواعد وأسس إلى فن لا يتقنه ويبدع فيه إلا القلة من المهنيين والمحترفين.


إن علم إدارة العلاقات العامة يرسّخ مكانة المعالجة الاستباقية للأزمات المتوقعة وإرساء السمات الإيجابية للمؤسسات والكيانات والتعامل بشكل شفاف ومباشر وفوري مع أي إشكالية أو أخبار سيئة، وقد يكون هذا السرد يقع ضحية للتبسيط غير المقصود، إلا أن إجادة هذه المهام تبقى محصورة بين القلة المميزة من المحترفين.

وليس بسرٍ ولا بخافٍ على أحد أن السعودية الجديدة اليوم تخوض ملحمة علاقات عامة بامتياز على أصعدة مختلفة لإبراز التغييرات اللافتة والمهمة الحاصلة في البلاد على مختلف القطاعات.

وفي مجال إدارة العلاقات العامة في السعودية يبرز اسم سارة العايد بشكل مميز ومهم. فهي إنسانة شقت طريقها المهني من الصفر وكونت مع شقيقها محمد واحدة من أهم وأبرز الشركات المتخصصة في مجال العلاقات العامة، وطوّرت من نفسها بشكل مهني وممنهج في دورات وندوات ومؤتمرات متخصصة أضافت لها الكثير من المعرفة بالإضافة إلى توسيع دوائر التأثير المهنية بطبيعة الحال.

وبدأت في تكوين السمعة المهنية المميزة في مجال كان حكراً على الرجال بشكل عام، وغير السعوديين بشكل أدق، وسط المناخ السابق الذي لم يكن متعاطفاً ولا قابلاً لعمل المرأة عموماً.

ورسّخت اسمها بشكل أعمق مهنياً بتقديمها للاستشارات الاحترافية للمؤسسات الكبرى داخل السعودية وخارجها مما جعلها عضواً في مجالس إدارات مختلفة آخرها كانت غرفة جدة.

وإذا ما تم سرد تاريخ لمهنة العلاقات العامة في السعودية سيذكر فيها اسم سارة العايد كرائدة مميزة في هذا المجال، وهذا الإرث تحديداً هو الذي يجعلها تقدم تجاربها وخبرتها ومحطات الحياة المختلفة للجيل القادم من الشباب المهتم بالدخول في هذا المجال المثير.

سارة العايد نموذج آخر مميز ومحترم للمرأة السعودية التي كرّست عمرها للإتقان والإبداع في عملها بشكل مهني ومميز ومحترم جعلت عملها ونتائجها تتحدث بمنتهى البلاغة عن نفسها، وهي بذلك تنضم إلى كوكبة من نساء بلادنا كواجهة عظيمة لهذا الوطن الجميل.