-A +A
خالد السليمان
الملاحظ هذا العام الدراسي، أن وزارة التعليم شددت على المدارس العامة والأهلية ضبط الحضور والانصراف والغياب، فقد تلقى أولياء أمور رسائل من مدارس أبنائهم، توضح قواعد التعامل مع حالات التأخر والخروج المبكر والغياب، وهذا شيء حسن لضمان التزام الطلاب باليوم المدرسي والاستفادة من البرنامج التعليمي على أكمل وجه !

اللافت تدرج إجراءات تعامل المدرسة مع عدم التزام الطالب، وفي حال عدم تعاون ولي الأمر تبليغ الجهات المختصة، والجهات المختصة في بعض الدول المتقدمة هي مؤسسات حماية الطفل والشرطة، حيث يعرض تقاعس أولياء الأمور عن ضبط حضور أبنائهم للمساءلة القانونية، ويروي لي صديق كان يدرس الدكتوراه في إحدى المدن البريطانية، أنه استأذن المدرسة في غياب أبنائه يوماً واحداً قبل الإجازة للسفر بهم إلى الرياض فرفضت المدرسة وحذرته من غيابهم، بينما عندنا يمنح بعض أولياء الأمور بل والطلاب أنفسهم صلاحية اتخاذ قرارات مواعيد بدء الإجازات ونهايتها، وليتها تقف عند يوم قبل وبعد بل تصل أحياناً إلى الغياب قبل أسبوع من بدء الإجازة وبعد نهايتها، والعذر الجاهز عند الأبناء هو أن لا أحد سيحضر من زملائهم وكأنهم متفقون على القرار الذاتي !


الحرص على حضور الطلاب وتلقي دروسهم أمر محمود وتشكر المدرسة بإدارييها ومعلميها على الحرص عليه، كما أن دور أولياء الأمور الحازم في التزام أبنائهم أساسي، لكن يجب ألا يطغى الحزم والتشديد على حاجات بعض الطلاب الملحة، فلا يكون الأصل في التعامل مع طلبات الانصراف والغياب اعتبار الطالب كاذباً أو متحايلاً، بل يجب بناء جسر من الثقة يكون الفصل فيه لوجود أذونات الانصراف والغياب الطبية !

ولا بد أن أختم بالإشارة إلى أهمية جاذبية البيئة المدرسية، فبعض الطلاب يلجأون لأي عذر للغياب أو الانصراف لأنهم يجدون ما ينفرهم من الوجود في المدرسة، إما بسبب تنمر طالب أو قسوة معلم أو سوء بيئة تعليمية !