ما زالت بعض الفئات الموتورة في بعض الشعوب العربية مستغرقة في الشعور الزائف بفوقيتها على الآخرين، واستنقاصها لهم، كإرث ثقافي رديء مستمر منذ زمن الشعارات، التي صاحبت مرحلة الانقلابات في منتصف القرن الماضي، رغم كل التحولات الكبرى التي حدثت وغيرت المعادلات وقلبت الموازين، وجعلت من الدول والشعوب التي كانت تخطو آنذاك في مشاريعها نحو المستقبل تصبح الآن قوى اقتصادية وسياسية عالمية، بينما الدول التي استهلكتها الشعارات تسير إلى الخلف، وفي أفضل أحوالها واقفة في المراحل التي كانت عليها منذ عقود طويلة، مثقلة بالمصاعب والمتاعب.
أسوأ مرض يمكن أن تصاب به المجتمعات هو الشوفينية، إنه مرض بغيض مزمن يعطلها عن العمل لبناء ذواتها، ويجعلها تستغرق في مرآة الماضي وتعيش حاضرها فيها، لا عمل جاداً ولا تخطيط ولا نهوض من العثرات ولا تفكير واقعياً في حل الأزمات ولا رؤية للمستقبل ولا استثمار في الإنسان كي يكون مواكباً لمقتضيات المراحل وشروطها ومتطلباتها، وبدلاً من أن تواجه تلك المجتمعات نفسها بالتشخيص والعلاج العلمي، فإنها تحيل عللها إلى ما يشبه البحث عن العلاج الشعبي، المؤامرة والاستهداف والتعطيل من الآخرين، والاستغراق في أوهام التفوق الماضوي، وتعيير الذين سبقوهم بمسافات هائلة بماضيهم، رغم أنه ماضٍ مشرف، خلا من الاستعمار والذل والاستلاب الثقافي.
متلازمة التضخم الذاتي والفوقية لا بأس بها عندما ترتضيها بعض الشعوب لأنفسها، هذا شأنها وهي تتحمل تبعاتها المعطلة لها، لكن استحضارها وتوظيفها بالانتقاص من الآخرين المتفوقين عليهم في كل شيء ظاهرة رديئة ومقيتة، خصوصاً عندما تخرج من نطاق الجهلة والمأزومين الذين يعبثون في وسائل التواصل الاجتماعي إلى تلميحات لبعض المحسوبين على وسائل الإعلام، الذين يصعب تفسير سقطاتهم بأنها غلطات لسان غير مقصودة، لأنها تبزغ من العقل الباطن الذي يختزن ما يخبئه الإنسان من قناعات، وتخرج منه بشكل لا إرادي.
المناكفات الصغيرة التي تظهر أحياناً في وسائل الميديا، هي انعكاس لثقافة تنامت وانتقلت من طبقة الإنتلجنسيا إلى الطبقة الشعبوية التي تعبر عن ذات القناعات، ولكن بلغة الشارع التي أصبحت تعم الفضاء الرقمي. إنها محاولة لسحب المجتمعات المهمومة بمستقبل أوطانها، العاملة من أجله، إلى مواجهات التراشق بالكلام الرديء، وهذا ما تترفع عنه المجتمعات الواعية، التي تريد الخير للآخرين مثلما تريد الخير لنفسها. فاحذروا من الانجرار إلى مناكفات الفارغين.
أسوأ مرض يمكن أن تصاب به المجتمعات هو الشوفينية، إنه مرض بغيض مزمن يعطلها عن العمل لبناء ذواتها، ويجعلها تستغرق في مرآة الماضي وتعيش حاضرها فيها، لا عمل جاداً ولا تخطيط ولا نهوض من العثرات ولا تفكير واقعياً في حل الأزمات ولا رؤية للمستقبل ولا استثمار في الإنسان كي يكون مواكباً لمقتضيات المراحل وشروطها ومتطلباتها، وبدلاً من أن تواجه تلك المجتمعات نفسها بالتشخيص والعلاج العلمي، فإنها تحيل عللها إلى ما يشبه البحث عن العلاج الشعبي، المؤامرة والاستهداف والتعطيل من الآخرين، والاستغراق في أوهام التفوق الماضوي، وتعيير الذين سبقوهم بمسافات هائلة بماضيهم، رغم أنه ماضٍ مشرف، خلا من الاستعمار والذل والاستلاب الثقافي.
متلازمة التضخم الذاتي والفوقية لا بأس بها عندما ترتضيها بعض الشعوب لأنفسها، هذا شأنها وهي تتحمل تبعاتها المعطلة لها، لكن استحضارها وتوظيفها بالانتقاص من الآخرين المتفوقين عليهم في كل شيء ظاهرة رديئة ومقيتة، خصوصاً عندما تخرج من نطاق الجهلة والمأزومين الذين يعبثون في وسائل التواصل الاجتماعي إلى تلميحات لبعض المحسوبين على وسائل الإعلام، الذين يصعب تفسير سقطاتهم بأنها غلطات لسان غير مقصودة، لأنها تبزغ من العقل الباطن الذي يختزن ما يخبئه الإنسان من قناعات، وتخرج منه بشكل لا إرادي.
المناكفات الصغيرة التي تظهر أحياناً في وسائل الميديا، هي انعكاس لثقافة تنامت وانتقلت من طبقة الإنتلجنسيا إلى الطبقة الشعبوية التي تعبر عن ذات القناعات، ولكن بلغة الشارع التي أصبحت تعم الفضاء الرقمي. إنها محاولة لسحب المجتمعات المهمومة بمستقبل أوطانها، العاملة من أجله، إلى مواجهات التراشق بالكلام الرديء، وهذا ما تترفع عنه المجتمعات الواعية، التي تريد الخير للآخرين مثلما تريد الخير لنفسها. فاحذروا من الانجرار إلى مناكفات الفارغين.