-A +A
عبده خال
لكل تجمع نجم يبزغ بين المجتمعين، والأمير محمد بن سلمان كان نجم قمة العشرين الأخيرة. فانعقدت القمة تحت عنوان «الشراكة من أجل البنية التحتية العالمية والاستثمار»، فإن مشروع (الممر الاقتصادي) الذي حمله للقمة هو تأكيد على نباهة المشروع، وحذاقة سمو الأمير في إحداث نقلة نوعية تربط الشرق بالغرب، وهو المشروع الذي يجعل العالم معنياً بخلق الوفرة المالية للشعوب، فالقوة الاقتصادية هي السلاح الحقيقي للوجود الأممي، وبدلاً من أن تتصارع الدول في تنازع حربي يكون اجتماعهم من أجل تطوير بلدانهم في تبادلية اقتصادية تستفيد منها كل دولة في البناء والاستدامة التنموية، فالممر متعدد الوسائل من سكك حديدية وموانئ منطلقة وعابرة من الهند، والإمارات، والسعودية، والاتحاد الأوروبي، وفرنسا، وإيطاليا، وألمانيا، والولايات المتحدة.

وهو ممر سيؤدي إلى زيادة مرور السلع والخدمات وتعزيز التبادل التجاري بين الأطراف المشاركة، والمعلن أيضاً أن الممر سوف تمد عليه خطوط أنابيب لنقل الكهرباء والهيدروجين لتعزيز أمن الطاقة العالمي، وكابلات لنقل البيانات.


هذا هو المشروع الجامع، الذي يستهدف البناء، وتعزيز الترابط الاقتصادي، من خلال التطوير، وتأهيل البنى التحتية وزيادة التبادل التجاري بين الدول التي سيعبرها الممر.

وإسهام المملكة في المشروع ينطلق من موقعها الإستراتيجي كمكان يربط الشرق بالغرب، وكثرة اقتصادية، وقوة دينية، وعدة قوى أخرى كالطاقة، وثروات طبيعية مهولة.

وغياب الأحادية الاقتصادية بجعلها متعددة الأقطاب هو العدل الأممي بتمكين النظم العالمية البعيدة عن الوفرة الاقتصادية مشاركة بانية لتنمية بلادنهم، فالتكتل الاقتصادي خير وأجدى لشعوب العالم بدلاً من التكتلات المسلحة.