-A +A
خالد السليمان
انتهى المطاف برئيس الاتحاد الإسباني لويس روبياليس بتقديم استقالته، بعد أن قاوم لأسابيع الضغوط والعواصف التي هبت عليه بعد تقبيله لاعبة من منتخب بلاده أثناء مراسم تتويج الفريق بكأس العالم للسيدات !

كان واضحاً لكل متابع للقصة، أن كرة الثلج المتدحرجة ستسحق في النهاية روبياليس، فمنتقدوه يزيدون ومدافعوه يتناقصون، بل وينقلبون عليه، حتى الضحية التي حاولت في أول الأمر التقليل من شأن القبلة، عادت لتتقمص دور الضحية وتطالب بمعاقبته !


في الحقيقة لا شيء يبرر تلك القبلة، فاللقطات المصورة أظهرت الرئيس يحضن أجساد اللاعبات بشكل غير لائق، ومهما كانت اللحظات العاطفية التي صاحبت الحدث ما كان الرئيس ليعتصر أجساد لاعبي منتخب الرجال الإسباني، ويمطرهم بالقبلات الحارة لو كانوا على نفس المنصة !

ما تعرض له مسؤول كرة القدم الإسباني، يقدم درساً بليغاً في كيفية التعامل مع الأحداث والتحكم بالتصرفات والتصريحات، خاصة عندما تكون تحت نقطة ضوء باهرة، فاليوم تلعب وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي دوراً مؤثراً وسريعاً، يوجب على المرء أن يكون أكثر حصافة ولباقة وكياسة عند التصرف أو التحدث، ومن تجرفه عواطفه أو تخونه حكمته سيجد نفسه تحت أثقال الضغوط يتلقى سهام النقد من كل اتجاه !

كان الحدث سيكون أقل وطأة لو أن المسؤول الإسباني اعتذر منذ البداية وتقدم باستقالته دون محاولة خوض معركة بقاء خاسرة، فالمجتمع يتسامح مع المعتذرين الذين يبادرون بتحمل مسؤولية أخطائهم، ويُستفز كثيراً عندما يعاند المخطئون ويمارسون إنكاراً ذاتياً لا يمكن تبرئته !

باختصار.. صون لسانك حصانك، وحسن تصرفك أمانك !