لطالما كانت السلطنة العُمانية ترى العالم بعيون مشرعة باتجاه المحيط الهندي، هذه النظرة الممتدة باتجاه أعالي البحار لا تعني قطيعة مع إرثها العربي ولا فضائها في الجزيرة العربية، لكنها نظرة خاصة عظمت المكانة الجغرافية الرفيعة والموقع الفريد للسلطنة، كما ميزت العُمانيين ببعد نظر بحجم المحيط القابع عند أقدامهم.
لقد أعطاهم ذلك فهماً للبحار والشعوب التي تعيش على ضفافه، فلا يمكن لبحّار ماهر أن يصطدم بالأمواج العالية أو العواصف العاتية وهو في طريقه لموانئ ومحطات أخرى، بل نجاحه أن يمر منها بمرونة وسلاسة، وهو ما فعلته السلطنة في كل تاريخها السياسي والاقتصادي منذ كانت إمبراطورية تحكم نصف سواحل أفريقيا إلى اليوم.
الأيادي العُمانية السمراء بسمرة الشمس العربية، بنت ذات يوم واحدة من أعظم إمبراطوريات العرب البحرية، متخذة من المحيط الهندي منصة وطريقاً للمجد، كانت تمتلك أول أسطول عربي عابر للقارات منذ دشن معاوية أول سفينة حربية عربية.
الفرص الاقتصادية العديدة التي يوفرها موقع عُمان الجغرافي لا يمكن الحد منها، فهي تقع على ضفتين مهمتين «الخليج العربي» مركز طاقة العالم، وعلى المحيط الهندي مستقبل العالم الاقتصادي والصناعي الجديد، ميزات تنافسية ندر من يمتلكها.
التحولات الاقتصادية الكبرى التي تتشكل اليوم على إثر الأزمة الأمريكية الصينية والحرب الروسية الأوكرانية حتّمت على العالم بناء مسارات اقتصادية جديدة، وبناء مستوعبات كبرى للصناعة، وإنشاء منصات لوجستية جديدة، هذه التغيرات دفعت الهند لتصبح في قلبها، ومنها ستنطلق طرق الاقتصاد لمئة عام قادمة، وعُمان هي أول أراضي الجزيرة العربية في الجهة المقابلة لهذا العملاق الاقتصادي القادم.
إن الميزة الجغرافية التي حباها الله لعُمان، تؤهلها لأن تكون المحطة الأولى لطرق التجارة بعد الهند، وأن تكون في واجهة الأحداث الاقتصادية خلال العقود القادمة لا محالة.
فهل ستتحول عمان إلى «هونج كونج» جديدة، وتصبح مركزاً للنشاط الاقتصادي والتجاري والصناعي القادم من الهند، وموطناً للتجارة الدولية وصناعة المال والسياحة وشركات الوساطة التجارية الصغيرة والكبيرة، ممتلكة أهم موانئ طريق «البهارات» بين آسيا والغرب، من خلال المناطق الصناعية والمنصات اللوجستية التي تبنيها الآن، وقدرتها على تقديم خدمات المسافنة ونقل الحاويات ومد الخطوط البرية بينها وبين المملكة العربية السعودية باتجاه أوروبا وأفريقيا.
لقد قال الأمير محمد بن سلمان في منتدى الاستثمار قبل سنوات عدة مستشرفاً مستقبل الإقليم: «إن هذه المنطقة مهيأة لأن تكون أوروبا جديدة».
ما قاله ولي العهد السعودي كان رؤية متقدمة، وفهماً واقعياً لمستقبل اقتصاد العالم، وهو دعوة للمشاركة في بناء إقليم ابتلي طوال عقود بالحروب والخصومات، وحان الوقت للتعاون والتفاهم والبناء على المميزات المشتركة والخاصة لكل دولة.
زيارة الأمير محمد للسلطنة، هي جزء من طريق التعاون والبناء الذي ترسمه المملكة العربية السعودية مع دول المحيط، وكأنها تبني دائرة اقتصادية وتنموية لا تنفرد بها لوحدها، تبدأ من تركيا واليونان شمالاً، نزولاً نحو الأردن ومصر، ومستديرة نحو عُمان والهند، لتتحول المنطقة إلى قلب العالم الاقتصادي ونمور آسيا الجدد.
لقد أعطاهم ذلك فهماً للبحار والشعوب التي تعيش على ضفافه، فلا يمكن لبحّار ماهر أن يصطدم بالأمواج العالية أو العواصف العاتية وهو في طريقه لموانئ ومحطات أخرى، بل نجاحه أن يمر منها بمرونة وسلاسة، وهو ما فعلته السلطنة في كل تاريخها السياسي والاقتصادي منذ كانت إمبراطورية تحكم نصف سواحل أفريقيا إلى اليوم.
الأيادي العُمانية السمراء بسمرة الشمس العربية، بنت ذات يوم واحدة من أعظم إمبراطوريات العرب البحرية، متخذة من المحيط الهندي منصة وطريقاً للمجد، كانت تمتلك أول أسطول عربي عابر للقارات منذ دشن معاوية أول سفينة حربية عربية.
الفرص الاقتصادية العديدة التي يوفرها موقع عُمان الجغرافي لا يمكن الحد منها، فهي تقع على ضفتين مهمتين «الخليج العربي» مركز طاقة العالم، وعلى المحيط الهندي مستقبل العالم الاقتصادي والصناعي الجديد، ميزات تنافسية ندر من يمتلكها.
التحولات الاقتصادية الكبرى التي تتشكل اليوم على إثر الأزمة الأمريكية الصينية والحرب الروسية الأوكرانية حتّمت على العالم بناء مسارات اقتصادية جديدة، وبناء مستوعبات كبرى للصناعة، وإنشاء منصات لوجستية جديدة، هذه التغيرات دفعت الهند لتصبح في قلبها، ومنها ستنطلق طرق الاقتصاد لمئة عام قادمة، وعُمان هي أول أراضي الجزيرة العربية في الجهة المقابلة لهذا العملاق الاقتصادي القادم.
إن الميزة الجغرافية التي حباها الله لعُمان، تؤهلها لأن تكون المحطة الأولى لطرق التجارة بعد الهند، وأن تكون في واجهة الأحداث الاقتصادية خلال العقود القادمة لا محالة.
فهل ستتحول عمان إلى «هونج كونج» جديدة، وتصبح مركزاً للنشاط الاقتصادي والتجاري والصناعي القادم من الهند، وموطناً للتجارة الدولية وصناعة المال والسياحة وشركات الوساطة التجارية الصغيرة والكبيرة، ممتلكة أهم موانئ طريق «البهارات» بين آسيا والغرب، من خلال المناطق الصناعية والمنصات اللوجستية التي تبنيها الآن، وقدرتها على تقديم خدمات المسافنة ونقل الحاويات ومد الخطوط البرية بينها وبين المملكة العربية السعودية باتجاه أوروبا وأفريقيا.
لقد قال الأمير محمد بن سلمان في منتدى الاستثمار قبل سنوات عدة مستشرفاً مستقبل الإقليم: «إن هذه المنطقة مهيأة لأن تكون أوروبا جديدة».
ما قاله ولي العهد السعودي كان رؤية متقدمة، وفهماً واقعياً لمستقبل اقتصاد العالم، وهو دعوة للمشاركة في بناء إقليم ابتلي طوال عقود بالحروب والخصومات، وحان الوقت للتعاون والتفاهم والبناء على المميزات المشتركة والخاصة لكل دولة.
زيارة الأمير محمد للسلطنة، هي جزء من طريق التعاون والبناء الذي ترسمه المملكة العربية السعودية مع دول المحيط، وكأنها تبني دائرة اقتصادية وتنموية لا تنفرد بها لوحدها، تبدأ من تركيا واليونان شمالاً، نزولاً نحو الأردن ومصر، ومستديرة نحو عُمان والهند، لتتحول المنطقة إلى قلب العالم الاقتصادي ونمور آسيا الجدد.