التفاؤل طاقة إيجابية تصنع ما يظنه البعض مستحيلاً. التفاؤل الذي أعنيه هو أكبر وأبعد مما يعبر ويعرف عنه أنه «عبارة عن ميل أو نزوع نحو النظر إلى الجانب الأفضل للأحداث أو الأحوال، وتوقع أفضل النتائج. أو هو وجهة نظر في الحياة التي تبقي الشخص ينظر إلى العالم إيجابياً». والتفاؤل هو النظير الفلسفي للتشاؤم. التفاؤل في رأيي عبارة عن مجموعة عناصر تتشكل من فعل إيجابي، ومشاعر الثقة، وقناعة بالقدرات الذاتية، والإدراك والفهم والمعرفة للمحيط والأحداث والواقع. هذا هو التفاؤل الذي يتعدى الميل أو النظر إلى الجانب الأفضل، لأن مجرد النظر الإيجابي قد يتحول إلى إحباط عندما يصطدم بالواقع، لأن حسن التقدير وإدراك الواقع وفهم أبعاد المحيط عامل مهم في جعل التفاؤل خلاقاً ومنتجاً وطاقة إيجابية.
التفاؤل يستلزم الخروج من سلطة التأريخ، وكما يرى الفيلسوف الألماني نيتشه أن التأريخ يمثل ضرورة وفي الآن نفسه عقبة. وهو يعتبر أن المجتمع الألماني يعاني من مرض التأريخ، وأن الحضور الطاغي للتأريخ يضر بالحياة، ويضعف الشخصية الفردية والجماعية، ويؤسس لوهم العدالة عبر القول بالموضوعية التاريخية. يرى نيتشه أن الإفراط في التاريخ يضر بالحياة، وبالحاضر، ولهذا يمكن اعتبار تأملاته النقدية حول التاريخ دعوة لإعادة اكتشاف ملَكة النسيان باعتبارها ضرورية للفرد والشعب والثقافة، لأنها تساعد على تحرير الحاضر من وطأة الماضي والحياة من سيطرة الذاكرة.
شتان ما بين التفاؤل والتسليم والرضا، لأن التفاؤل حالة إيجابية بينما التسليم والرضا حالة سلبية أمام الكوارث والمصائب، لا شك أن القبول والرضا يساهمان في تقبّل المرء ويزيدان من فرص عبور تجربته بسلام، وعلى العموم إن التفاؤل عنصر ضروري لتحقيق الأهداف التي تتعلق بحياتنا وهو الذي يصنع ما يظنه البعض مستحيلاً، وعلينا أن لا ننسى أن الفكر الإيجابي من أهم الكنوز الفكرية التي يحتاجها الإنسان في حياته اليومية.
رواية كانديد أو «التفاؤل» لفولتير عبرة عن درس ساخر في التفاؤل الفلسفي لأنه تفاؤل دون مقومات، فالرواية تدور أحداثها عن كانديد، الشاب البسيط الذي يعيش في قصر البارون ثاندر- تن- ترونخ في مقاطعة وستفاليا. وفي ذلك القصر المنيف يحاول أستاذه الفيلسوف بانغلوس أن يعلم هذا الشاب البسيط «فلسفة الفيلسوف الألماني لايبنتز الرائجة، وهي فلسفة يرى المعلم أنها تستند إلى مبدأ التفاؤل الذي يعرف كيف يتجاوز كل الصعوبات والمحن. ويرى هذا المبدأ الذي لا يُقهر أن العالم الذي نعيش فيه وننتظم تبعاً لأنظمته هو أفضل عالم وُجد منذ بداية الحياة الاجتماعية، وليس ثمة أي سبب يدفع إلى محاولة تغييره. كل ما علينا هو أن نبتسم له ونرضى به فنكون من أسعد السعداء».
الأفكار الطوباوية أو النظرية التي تسعى إلى المثل الأعلى ولا تتصل بالواقع أو لا يمكن تحقيقها لا تفيد صاحبها، كما هو الحال مع كانديد الذي طبع قبلة بريئة على وجه ابنة سيد القصر الذي يعيش فيه، مما تسبب في طرده وتشريده وتحول حياته من سيئ لأسوأ.
التفاؤل فعل إيجابي يقوم على مقومات عديدة، وليس مجرد نظرة أو أمل البسطاء. لأن التفاؤل مربوط ومرهون بتوافر عناصره. التفاؤل وجه آخر لثقة المرء بنفسه، وبمعرفته بمحيطة وإدراكه المستنير. فكن واثقاً تكن متفائلاً.
التفاؤل يستلزم الخروج من سلطة التأريخ، وكما يرى الفيلسوف الألماني نيتشه أن التأريخ يمثل ضرورة وفي الآن نفسه عقبة. وهو يعتبر أن المجتمع الألماني يعاني من مرض التأريخ، وأن الحضور الطاغي للتأريخ يضر بالحياة، ويضعف الشخصية الفردية والجماعية، ويؤسس لوهم العدالة عبر القول بالموضوعية التاريخية. يرى نيتشه أن الإفراط في التاريخ يضر بالحياة، وبالحاضر، ولهذا يمكن اعتبار تأملاته النقدية حول التاريخ دعوة لإعادة اكتشاف ملَكة النسيان باعتبارها ضرورية للفرد والشعب والثقافة، لأنها تساعد على تحرير الحاضر من وطأة الماضي والحياة من سيطرة الذاكرة.
شتان ما بين التفاؤل والتسليم والرضا، لأن التفاؤل حالة إيجابية بينما التسليم والرضا حالة سلبية أمام الكوارث والمصائب، لا شك أن القبول والرضا يساهمان في تقبّل المرء ويزيدان من فرص عبور تجربته بسلام، وعلى العموم إن التفاؤل عنصر ضروري لتحقيق الأهداف التي تتعلق بحياتنا وهو الذي يصنع ما يظنه البعض مستحيلاً، وعلينا أن لا ننسى أن الفكر الإيجابي من أهم الكنوز الفكرية التي يحتاجها الإنسان في حياته اليومية.
رواية كانديد أو «التفاؤل» لفولتير عبرة عن درس ساخر في التفاؤل الفلسفي لأنه تفاؤل دون مقومات، فالرواية تدور أحداثها عن كانديد، الشاب البسيط الذي يعيش في قصر البارون ثاندر- تن- ترونخ في مقاطعة وستفاليا. وفي ذلك القصر المنيف يحاول أستاذه الفيلسوف بانغلوس أن يعلم هذا الشاب البسيط «فلسفة الفيلسوف الألماني لايبنتز الرائجة، وهي فلسفة يرى المعلم أنها تستند إلى مبدأ التفاؤل الذي يعرف كيف يتجاوز كل الصعوبات والمحن. ويرى هذا المبدأ الذي لا يُقهر أن العالم الذي نعيش فيه وننتظم تبعاً لأنظمته هو أفضل عالم وُجد منذ بداية الحياة الاجتماعية، وليس ثمة أي سبب يدفع إلى محاولة تغييره. كل ما علينا هو أن نبتسم له ونرضى به فنكون من أسعد السعداء».
الأفكار الطوباوية أو النظرية التي تسعى إلى المثل الأعلى ولا تتصل بالواقع أو لا يمكن تحقيقها لا تفيد صاحبها، كما هو الحال مع كانديد الذي طبع قبلة بريئة على وجه ابنة سيد القصر الذي يعيش فيه، مما تسبب في طرده وتشريده وتحول حياته من سيئ لأسوأ.
التفاؤل فعل إيجابي يقوم على مقومات عديدة، وليس مجرد نظرة أو أمل البسطاء. لأن التفاؤل مربوط ومرهون بتوافر عناصره. التفاؤل وجه آخر لثقة المرء بنفسه، وبمعرفته بمحيطة وإدراكه المستنير. فكن واثقاً تكن متفائلاً.