-A +A
حمود أبو طالب
في تصريح لصحيفة الشرق الأوسط يوم أمس قال محمد عبدالسلام، رئيس وفد الحوثيين الذي وصل المملكة يوم الخميس الماضي، «إن السلام هو الخيار الأول الذي يجري العمل عليه، معبّراً عن أمله أن تُتوَّج نقاشات الرياض بتقدم ملموس في كل الملفات الإنسانية والعسكرية والسياسية، وبما يحقق السلام والاستقرار في اليمن ودول الجوار والمنطقة»، وأضاف «نتفاءل دائماً بالخير، والسلام مطلب أساسي لنا وخيارنا الأول الذي نعمل عليه».

هذا تصريح إيجابي بلا شك، يتسق مع ما ترجوه المملكة لليمن، وتسعى إلى تحقيقه بكل الوسائل الممكنة منذ بداية الأزمة اليمنية، بالتعاون مع الأمم المتحدة والفاعلين في المجتمع الدولي، دون كلل أو تراجع، ورغم العقبات التي كان يضعها الحوثيون باستمرار أمام المساعي والمبادرات المتتالية للوصول إلى حل سياسي شامل ودائم يحقق الأمن والاستقرار وينتشل الشعب اليمني من المعاناة المتزايدة، ويجنب اليمن مخاطر مستقبلية أشد في حال استمراره على ما هو عليه.


وكما جاء في البيان الرسمي السعودي فإن زيارة وفد الحوثيين تأتي «امتداداً للمبادرة السعودية التي أعلنت في مارس 2021م، واستكمالاً للقاءات والنقاشات التي أجراها الفريق السعودي برئاسة سفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليمن محمد آل جابر، وبمشاركة من الأشقاء في سلطنة عُمان في صنعاء خلال الفترة من 17 إلى 22 رمضان 1444هـ الموافق 8 إلى 13 أبريل 2023م، واستمراراً لجهود المملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان للتوصل لوقف إطلاق نار دائم وشامل في اليمن، والتوصل لحل سياسي مستدام ومقبول من كافة الأطراف اليمنية».

يمكننا اعتبار هذه الخطوة حدثاً إيجابياً مهماً في ملف الأزمة اليمنية، فعندما يقول متحدث الوفد الحوثي إن السلام هو المطلب الأساسي والخيار الأول، وإنهم متفائلون بالخير، فذلك خطاب عاقل ومتزن ووطني، نأمل أن تتم ترجمته إلى ممارسات وأفعال على أرض الواقع، كما يعني هذا الخطاب أن المبادرة السعودية، والمباحثات التي تمت في أبريل الماضي لقيت قبولاً وحققت نتائج ملموسة من أهمها استجابة الطرف الحوثي لاستمرار المباحثات والنقاش، والحديث بشكل صريح ولغة مباشرة عن السلام كخيار أول، وهو ليس الأول فحسب، بل الوحيد الذي يجب أن يسعى لتحقيقه بإخلاص أي مكوّن يمني يريد الخير لوطنه.

إننا نتمنى أن تسفر هذه الزيارة ومباحثاتها عن نتائج إيجابية تختصر طريق السلام في اليمن، وعلى كل الأطراف اليمنية أن تعي جيداً أنها أمام مسؤولية تأريخية جسيمة تتطلب منهم تقديم المصلحة العليا لوطنهم على أي مصالح وحسابات أخرى.