-A +A
خالد السليمان
رغم إعلان الأمن العام بدء تطبيق الرصد الآلي لمخالفة سير المركبات على أكتاف الطرق، إلا أن المخالفات مستمرة، بل ربما تزداد، فبعض السائقين يستخدمون مسار كتف الطريق كما لو أنه مسار إضافي، بل إنني عجبت من جرأة بعضهم على اللحاق بسيارات شرطة ومرور وإسعاف أثناء سيرها عليه في حالات طارئة، وهذا أبلغ مدى للاستخفاف بالقانون والقائمين عليه !

هل هؤلاء المخالفون لا يتلقون إشعارات المخالفات، أم أنهم لا يكترثون بتراكمها وبالتالي يقطفونها بتلذذ كما يقطف العنب؟! هل المشكلة في عدم فاعلية الرصد الآلي، والحاجة للعودة للأساليب القديمة بتوقيف المركبات والسائقين ومنحهم المخالفات بشكل فوري حتى يستشعروا أثرها ويستوعبوا دروسها ؟!


لماذا يفشل الوعي في مواكبة تطور المجتمع وتقدم تعليم أفراده؟! ألا يدركون أن مخالفات السير تعد مرآة ومقياساً لتقدم المجتمعات وتحضرها، وفي عصر تسعى فيه المملكة لجذب السياح وتقديم صورة إيجابية وحضارية للبلاد والمجتمع يتصرف هؤلاء المخالفون وكأنهم يهدمون المشروع ويشوهون الصورة دون إحساس بالمسؤولية أو احترام للقانون !

من المستفز أن تلتزم بمسارك وسط الزحام لتجد أن كتف الطريق تحول إلى مسار آخر يعتدي على حقك ويقتحم مقدمة مسارك، فهل هؤلاء المخالفون يظنون أن لهم حقاً يعلو حقوق الآخرين؟! إذا كانوا لا يخافون من قانون الأرض ألا يخافون من قانون السماء، أم يظنون أن الاعتداء على حقوق الآخرين مباح ؟!

والمؤسف أن بعض المخالفين يخالفون نتيجة مخالفات الغير، فالبعض يجد نفسه مضطراً لأخذ حق الطريق بيده، فيسلك مع المخالفين ويقتحم مع المقتحمين، أو يبقى في مساره المتعطل يتجرع حسرته ويشكو إلى الله ضعف حيلته !

يجب أن يجد رجال إنفاذ القانون حلولاً أكثر فاعلية وأسرع تأثيراً على المخالفين حتى نصل إلى نتيجة انضباط ترسخ ثقافة احترام الأنظمة المرورية وتحفظ حق الطريق وتحمي صورة البلد من التشويه !