-A +A
مي خالد
لطالما ظننت أن الدولة الريعية سُبة، خاصة أن المفكرين السياسيين والاجتماعيين العرب خاصة من اليسار يقرنون الدولة الريعية بمختلف الشرور، ولكن المفاجأة التي وجدتها ببحث بسيط، ولم يكلفني دقائق، أن دولة متقدمة وإحدى أرقى دول أوروبا وأكثرها حرية وانفتاحاً تعتبر دولة ريعية.

ثلث المواطنين النرويجيين يعملون في الحكومة، ويمثل النفط حالياً 65% من إجمالي الصادرات، و49% من إجمالي الإيرادات الحكومية، و33% من الناتج المحلي الإجمالي، ويوظف قطاع النفط حوالى 19% من المقيمين في البلاد..


وإذا طبقنا التعريف الفني في الأدبيات الريعية، فمن المرجح أن أي دولة تعتمد على الموارد الطبيعية للحصول على 40% أو أكثر من إيراداتها الحكومية هي دولة ريعية؛ بمعنى أن النرويج دولة ريعية بامتياز.

ربما لا توجد عقلية ريعية بين المواطنين في النرويج بنفس حجم العقلية الريعية في فنزويلا، ولكن النرويج مثل فنزويلا تماماً، فكلاهما تعتمدان بشكل كبير على الموارد.

والمفارقة الأوروبية أن الثروة النفطية وصندوق الادخار السيادي النرويجي يعززان مستوى المعيشة. وإذا نظرت إلى نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، ستجد أن أداء النرويج أفضل من الدنمارك أو السويد أو فنلندا.

وتتمتع النرويج باقتصاد متنوع بما فيه الكفاية، وهي ديمقراطية مستقرة بما فيه الكفاية، مما يجعلها على الأرجح قادرة على كسب نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي مماثل لدول الشمال الأوروبي الأخرى إذا اختفى النفط.

وكما ذكرنا في الأعلى، إذا اعتمدنا على التعريف الفني للدولة الريعية، فإن أي دولة تعتمد على مورد واحد بنسبة 40% أو أكثر من إيراداتها هي دولة ريعية حتى لو كانت ديمقراطية.