-A +A
حمود أبو طالب
ماذا يستطيع المواطن السعودي أن يقول، وكيف يمكنه التعبير عن مشاعره، في هذه المناسبة التي يحتفل بها، المناسبة الثالثة والتسعين ليوم الوطن، اليوم الذي توحد فيه هذا الكيان بشكل غير مسبوق في التأريخ، وخلال زمن لا يُعد طويلاً أصبح يُشار إليه كنموذج استثنائي للدولة الحديثة المتجددة التي تسابق الوقت لتكون الأفضل.

لم يكن سهلاً لمّ الشتات وجمع المتفرق على أرض شاسعة، لكن الإرادة والعزيمة والصبر والإيمان والشجاعة والحكمة التي تميز بها الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، جعلته قادراً على تحقيق المستحيل بظروف ذلك الوقت، وبعد وضع نواة الوطن الكبير الموحد، بدأ تأسيس الدولة بمتطلباتها الجوهرية التي تضمن لها الاستمرار، ومنذ ذلك الوقت والمملكة في رحلة البناء والتطوير، من مرحلة إلى أخرى، وصولاً الى هذه المرحلة التي يشهد فيها الوطن طفرة تنموية هائلة ومختلفة عما سبق، تهدف إلى وضع المملكة في المكانة التي تستحقها وتطمح لها في عالم شديد التنافسية، تغيرت مقتضياته وشروطه واحتياجاته، وهي تمضي في طريقها نحو ذلك وفق رؤية طموحة واضحة، أصبحت حديث العالم بأفكارها الخلاّقة.


وفي هذا العالم المضطرب تنعم المملكة باستقرار وأمن وأمان يندر مثيله؛ لأنها تعرف جيداً أنه لا يمكن أن يتحقق ازدهار ورخاء وتطور إلا بتوفر ذلك، ولأن قيادتها تعرف جيداً كيف تقرأ التأريخ والأحداث وتستفيد منها لصالح الوطن. هبّت موجات عاتية من حولنا أثرت على بعض البلدان وجعلتها في أحوال سيئة؛ لأنها لم تكن قادرة على تجنبها بسبب أنها لم تقم على أسس صلبة وقواعد راسخة تجعل من الأوطان القيمة العليا التي تتقدم وتعلو على أي شؤون أخرى، ولأنها تفتقد إلى الثقة المشتركة بين المواطنين والدولة، فنتجت عن ذلك شروخ عميقة وثغرات واسعة، جعلتها عرضة للاهتزاز وقت الأزمات، وقابلةً للاختراق الخارجي والتحكم بمصائرها.

ولم تكن المملكة بمنأى عن محاولات الاستهداف في أكثر من مرحلة لكن تلك المحاولات باءت بالفشل أمام التماسك والصلابة السعودية، وأمام اليقظة العالية للقيادة، والوعي الكبير للمواطن السعودي، الذي يقف حائط صد منيع لحماية مكتسباته. ولأننا الآن أصبحنا قوة عالمية مؤثرة، ووطناً يتقدم بسرعة إلى الصدارة في كل المجالات فإنه حري بنا أكثر من أي وقت مضى أن نتشبث بهذا الوطن الجميل، ونعمل من أجل أمنه واستقراره وتنميته.