-A +A
خالد السليمان
انقلابات أفريقيا، ما جرى في كارباخ، وما يجري في كوسوفو والسودان واشتعال مناطق توتر عديدة حول العالم، أحداث تعطي مؤشرات على تراجع انضباط النظام الدولي في حفظ أمن العالم، ودوره في تحديد خطوط التماس وقواعد الاشتباك !

ولا شك أن الحرب الأوكرانية أدت إلى عزل روسيا دولياً وتعطيل فاعلية وكفاءة مجلس الأمن في التأثير على الأحداث مما يعطي مؤشراً على أن العالم يمضي نحو المزيد من الفوضى، حيث يغري المسرح العديد من الدول والحكومات لاستغلال غياب الحارس الدولي وتصفية حساباتها الجغرافية والعرقية والسياسية والاقتصادية !


اللافت أن دولاً كبرى تجد نفسها اليوم غارقة في أزمة إدارة علاقاتها وحماية مصالحها ومعالجة شروخ تحالفاتها، بينما صعدت دول لتظهر قدرة على لعب أدوار أكثر توازناً في الأحداث والأزمات بما يحمي مصالحها ويمكّنها من تفادي آثار العواصف التي تهب على العالم، من هذه الدول المملكة العربية السعودية التي نجحت سياستها الخارجية في تعزيز مكانتها وتحصين علاقاتها المتوازنة مع جميع أطراف الصراعات وتفادي الدخول في لعبة الأقطاب، ومن هنا نجد أن المملكة تواصل نموها الاقتصادي وتمضي نحو تحقيق مستهدفات رؤيتها في ظل ظروف إقليمية ودولية عاصفة ومتقلبة، وينتظر منها المجتمع الدولي لعلاقاتها الجيدة مع جميع الأطراف المتصارعة دوراً أكبر في المساهمة بحل الأزمات وتحقيق الاستقرار وإطفاء الحرائق !

في الحقيقة لا أحد في منأى عن تداعيات انهيار النظام الدولي، والبشرية التي عانت من الحروب العالمية السابقة ستعاني أكثر إذا ما استمر انهيار العلاقات إلى حد الصدامات، ويحتاج العالم إلى طبقة سياسية تمتلك الحكمة والرؤية لتجنب الانزلاق إلى الهاوية !

باختصار.. يكاد العالم يتحول إلى قانون الغاب، وعلى الجميع أن يتجهز لوحوش الغابة !