-A +A
حمود أبو طالب
من أهم ما تتميز به الرؤية الوطنية هو تحريك واستثمار كل القطاعات التي تتوفر لها أسباب النجاح، لكنها لم تكن ضمن قائمة الاهتمامات، القطاعات التي كانت خاملة أو مهملة بسبب اعتماد الاقتصاد على المصدر النفطي يتم الآن إحياؤها ليس فقط لضخ عوائدها في الخزينة المالية، وإنما أيضاً لكونها من عناصر جودة الحياة، وإذا ما أخذنا مجال السياحة كمثال، من كان يتوقع أن يتم الرهان على استثماره كقطاع استراتيجي واعد.

من بين كل البلدان المحيطة بنا تتميز المملكة بوجود تنوع كبير ونادر في الخصائص الطبيعية والمناخية على اتساع مساحتها، بالإضافة إلى كنوز الآثار وشواهد الحضارات المتراكمة عبر حقب التأريخ، وكذلك التنوع الثقافي والفني الثري المدهش. كل هذه الأصول الطبيعية والتأريخية والثقافية لم تكن مستثمرة، لكنها أصبحت الآن في مقدمة الاهتمامات من خلال عمل مؤسسي علمي ورؤية واضحة تماماً.


في مقابلته مع قناة فوكس نيوز أشار ولي العهد إلى رفع المستهدف من السواح بحلول 2030 من 100 إلى 150 مليون زيارة؛ لأن النتائج التي تحققت في قطاع السياحة إلى الآن تجاوزت ما كان متوقعاً، وقبل أيام أعلنت وزارة السياحة أن المملكة سوف تستضيف أكثر من 500 شخص من المسؤولين الحكوميين وقادة القطاع السياحي من مختلف دول العالم للاحتفاء بيوم السياحة العالمي في تاريخ 27 سبتمبر في مدينة الرياض. وبالتزامن مع هذا الحدث أعلن ولي العهد يوم قبل أمس المخطط العام لمشروع تطوير السودة بمنطقة عسير، متضمناً التفاصيل المدهشة المثيرة في هذا المشروع الطموح التي تم توضيحها في وسائل الإعلام. وكما علمنا سابقاً من أخبار وزارة السياحة وغيرها من الجهات ذات العلاقة أن هناك مشاريع سياحية استراتيجية سوف يعلن عنها لاحقاً عندما تكتمل دراساتها في عدد من مناطق المملكة، باستثمار الخصائص النوعية لكل منطقة.

الذين كانوا يعتقدون أن الرهان على السياحة في رؤية 2030 طموح مبالغ فيه يقفون الآن أمام حقائق مبهرة تؤكد أن الرؤية قامت على دراسات واقعية وليست على أحلام غير قابلة لترجمتها إلى واقع ملموس.