في كل مرة يطل علينا فيها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عبر وسائل الإعلام العربية والدولية، تدرك أن المملكة العربية السعودية تقود المنطقة إلى أفق جديد، تدرك أنك أمام قيادة مختلفة لا تخاطبك بالشعارات ولكنها تقنعك بالأرقام، فالأرقام لا تكذب كما كان يقول مارك توين. في نصف ساعة أو يزيد قليلاً قال سمو الأمير ما يحتاج إلى ساعات من الغوص في التفاصيل. الاقتصاد السعودي ترتيبه السابع عشر ضمن اقتصاديات مجموعة العشرين ويمكن أن يكون ضمن السبع الكبار خلال السنوات القادمة، وقال سموه في هذا الإطار «كنا في 2022 أسرع دول مجموعة الـ20 نمواً، هدفنا الوصول بالسعودية للأفضل، وتحويل التحديات إلى فرص». السعودية أمام مشروع وطني عملاق متمثل في رؤية 2030 ولكن ضمن هذا المشروع يوجد عشرات المشاريع الضخمة التي كانت كفيلة بتغيير وجه المملكة خلال فترة وجيزة احتاجت بعض الدول إلى عقود حتى تصل إليها. اللافت للنظر والذي أثار الإعجاب على المستوى الدولي أن التنمية التي تشهدها المملكة باتت تنوِّع من مصادر الدخل وبناء الاقتصاد المستدام، والأمثلة في هذا الإطار أكثر من أن تحصى، فالسياحة -على سبيل المثال لا الحصر- زاد إسهامها في الناتج المحلي من 3 إلى 7% خلال السنوات القليلة الماضية. المشروع التنموي السعودي الذي يريد سمو الأمير محمد بن سلمان من خلاله أن يفعّل كل إمكانات المملكة للنهوض بها وبشعبها عبر تحويل التحديات إلى فرص، ولكن هذا المشروع لا يسير من الجانب الاقتصادي وحسب وإنما يكاد يشمل كافة جوانب الحياة، ابتداء من التغييرات الهيكلية في البنية التشريعية وتدعيم البنية التحتية وصولاً إلى دعم المرأة وموقعها ودورها، وهذا لا ينعكس على المملكة فقط بل على المنطقة برمتها؛ لأن المملكة هي قاطرة المنطقة الحضارية والثقافية والاقتصادية. أما في السياسة الخارجية فالمنهج السعودي يجمع بين اليد الممدودة للسلام والتعاون من جهة والحزم في الحفاظ على المصالح السعودية والعربية، فالعلاقة مع إيران خرجت من عنق الزجاجة وأصبح هناك حوار معها ولكن ولي العهد قال: لو امتلكت طهران سلاحاً نووياً فإن المملكة ستفعل الأمر ذاته «لأسباب أمنية ولتوازن القوى». كما أن العلاقات والتطبيع مع إسرائيل مرتبط «بحصول الفلسطينيين على حياة أفضل». وعندما تحدث الأمير عن مجموعة البريكس أوضح أنها ليست ضد واشنطن بدليل وجود حلفاء للولايات المتحدة ولكن المملكة تريد الانضمام إلى تكتلات اقتصادية تضمن مصالحها، وهذا يعني تنويع علاقات المملكة وتعاونها مع كافة الأطراف دون أن تكون علاقتها مع أي طرف على حساب طرف آخر.
المملكة العربية السعودية كما ذكر ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ستكون إن شاء الله قصة نجاح القرن الواحد والعشرين، والأمير هو بالفعل من أهم القيادات على المسرح الدولي، وبتلك الرؤية التي يعبر عنها إنما يمثل الأمل ليس فقط لشعب المملكة بل لشعوب المنطقة العربية برمتها.
المملكة العربية السعودية كما ذكر ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ستكون إن شاء الله قصة نجاح القرن الواحد والعشرين، والأمير هو بالفعل من أهم القيادات على المسرح الدولي، وبتلك الرؤية التي يعبر عنها إنما يمثل الأمل ليس فقط لشعب المملكة بل لشعوب المنطقة العربية برمتها.