-A +A
حمود أبو طالب
للأسف، أصبحت منصات التواصل الاجتماعي، خصوصاً منصة X (تويتر سابقاً)، ساحة جدل عنيف واتهامات قاسية وتبادل لألفاظ خشنة بين بعض الحاضرين فيها، تتجاوز الشخصي إلى التعميم، والفردي إلى الجمعي، بل تصل أحياناً إلى المساس بدول وحكوماتها، ليس لأن هذه الدول والحكومات أساءت لنا عن طريق مسؤوليها الرسميين أو عبر تصريحات رسمية، ولكن لأن جاهلاً أو موتوراً أو مأزوماً أو مدسوساً نشر شيئاً من سوءاته النفسية تجاهنا، مجتمعاً أو دولة.

لا بأس في أن يتم تأديب مثل هذا النموذج السيئ بالرد عليه، ولكن دون الهبوط إلى مستوى لغته إذا كانت مبتذلة، ودون الإساءة إلى مجتمعه وبلده كما يتمنى هو أن نفعل من أجل خلق أزمة أكبر. لقد أصبح النشطاء السعوديون في مواقع التواصل يُخشى منهم، لأنهم بارعون في تفنيد الأكاذيب ودحض الاتهامات الباطلة وفضح التلفيقات والدسائس تجاه وطننا ودولتنا ومجتمعنا، وهذا مطلوب عندما يأتي من وسيلة إعلامية معتبرة أو منظمة معروفة أو جهة اعتبارية، هنا يكون واجب الدفاع على الجميع، ولكن بأسلوب مهذب ولغة تنأى عن الإسفاف حتى لو مارسها الطرف المسيء.


أما على مستوى الأفراد فإنه يستحسن تقدير الموقف أولاً، فإذا أساء شخص نكرة لا يقدم ولا يؤخر فمن الأفضل تركه وإهماله؛ لأن الرد عليه بمثابة توصيل صوته إلى مكبرات للصوت يسمعها الكثير خارج دائرته الضيقة. وإذا كانت الإساءة من شخص معروف فإن الرد عليه يجب أن يكون موجهاً لشخصه فحسب. وفي كل الأحوال لا يجب أن يجر السفهاء بعضنا إلى التجاوز على مجتمعات شقيقة بمحاولة ضرب إسفين بيننا وبينهم.

لا بد أن ننتبه للمدسوسين والمأجورين والعملاء المتنكرين الذين يختبئون بين المجتمعات، ويستغلون منصات التواصل لتأزيم العلاقات بين دول ومجتمعات شقيقة وفق أجندات تعمل في كل الاتجاهات. نافحوا عن وطنكم ودولتكم ومجتمعكم ولكن بما عُرف عن المجتمع السعودي من أخلاق وتهذيب ووعي.