-A +A
حمود أبو طالب
موضوعنا اليوم قصةٌ جميلة لمفاجأة مثيرة تم العمل على تجهيزها بهدوء شديد وإتقان تام، حتى نضجت واستوت واكتملت فصولها وملامحها، ليتم الإعلان عنها في احتفالية مبهجة محفوفة بالفخر والاعتزاز. القصة حدثت في منطقة جازان التي لا تتوقف احتفالاتها بالجمال الطبيعي والإنساني، قبل أيام قليلة احتفلت بمهرجان «الفل»، تلك النبتة العطرية التي شكلت وجدانها وأصبحت تعويذتها الخالدة في تأريخها، وقبل يومين احتفلت بإنتاج ثروة جديدة من أرضها، لا علاقة لها بالرومانسية، بل بالاقتصاد والتصنيع ورفد مصادر الدخل الوطني وإثبات جدية ونجاح المشروع السعودي الطموح في استثمار كل ثروات الوطن الطبيعية والبشرية.

هناك أيها السيدات والسادة، بمحاذاة أحد شواطئ جازان الجميلة، قام كيان صناعي عملاق اسمه (مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية)، نشأ واكتمل خلال فترة قياسية، وفي ذات الوقت تم إنشاء ميناء ضخم ليس فقط لإيصال منتجات المدينة إلى العالم وإنما ليكون من أهم الموانئ الاقتصادية العالمية، كونه يقع في الممر الذي تعبر منه حوالى 13% من التجارة العالمية، ويربط ثلاث قارات ببعضها، وقد تمّت مناولة أكثر من 800 ألف طن من هذا الميناء خلال عام واحد فقط، ولكن ما هو الحدث الجديد الذي تم الاحتفال به قبل يومين؟


الحدث هو أن المملكة بعد أن كانت تستورد خام الحديد ويتم تصنيعه وتشكيله في مصانعها، أصبحت تنتج هذا الخام وتقوم بتصنيعه لأول مرة في مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية، ليس هذا فحسب، بل قامت قبل يومين بتصدير أول شحنة منه قوامها 37 ألف طن إلى ولاية نيو أورليانز الأمريكية.

نعم، الحديد السعودي تم استخراجه وتصنيعه ثم تصديره من ميناء جازان اللوجستي إلى أمريكا، وهذه هي بداية إنتاج المدينة التي ستتوالى مفاجآتها الجميلة قريباً.

ورشة العمل السعودية تعمل في كل مناطق المملكة، مستثمرةً الميزات النوعية لكل منطقة، عمل دؤوب لا يتوقف لتحقيق طموح الوطن الذي لا سقف له، تقوده رؤية استثنائية لقيادة استثنائية.