-A +A
ريهام زامكه
جمهوري العظيم؛ أعلم أنكم افتقدتوني كثيراً، واشتقتوا إلي، وحتى أطمئن قلوبكم أبشركم إني بخير، ولكني قد عطست خلال الأسبوع الماضي ما لا يقل عن 1500 عطسة، و(كحكحت) ما لا يقل عن 550 كحة، وارتفعت درجة حرارتي حتى ضربت جميع (فيوزاتي) ما عدا (فيوزات قلبي) اسم الله عليها، وكان هذا سبب غيابي المُتعمد عنكم، غفر الله لي ثم لكم ما تقدم من (الغياب) وما تأخر.

والحمد لله الذي سخرني لكم لأنير دربكم كلما أظلم، وأزيدكم علماً وثقافةً ولا أسمح للعتمة بأن تعمي بصائركم، ولا للجهل بأن (يُعشش) في أدمغتكم، أنا الكاتبة المُلهمة، العظيمة، المثقفة، العَالمة، المُهمة، محور الكون، (آخر حبة) !


فمقالاتي موجهة للموجوعين، والتائهين في الحياة، والذين ضيعوا طريقهم بل ضيعوا الحياة كلها، وعاشوا في أحزانهم، وبين همومهم، وانعزلوا عن الناس.

عندي الحلول، وأنا التي ستنير دروبكم، وتحدد طريقكم، وترشدكم للصواب، وتفتح لكم أبواب السعادة على مصراعيها، وتنسيكم أحزانكم.

وفي مقالي الرائع هذا سوف تجدون الحقيقة بين السطور، وأي شخص لم يجدها (يلبس نظارة)، ومن لم يعجبه حديثي ويعتقد أنه يتعامل مع إنسانة ركيكة (يطق راسه في الجدار).

فأنتم لا تعرفون من أنا، أنا مهندسة الكلمة، وأعرف تماماً كيف أصوغها وأصيغها، وكيف أكتبها وأمسحها، وكيف أرتبها وأبعثرها، وكيف أضمها وأجُرها وأكسرها، وكيف أجعل لها دائماً محلاً من الإعراب، ولن يفرق معي الناقد أو المادح، فكلاهما عندي سِيان، فأنا ومن بعدي الطوفان.

وكتبت جميع مقالاتي لكم يا معشر التائهين، والبائسين، وانقلوها عن ريهام زامكه بأنها قالت وتقول وستقول حتى تموت (بعد عمرٍ طويل إن شاء الله) بأني كتبت مقالاتي لكم.

وأما بالنسبة (لكُتبي) ومن ينتظرها على أحر من الجمر، فأحب أن أخبركم أنني بصدد الانتهاء من كتابي العظيم: (بس يا واد بلا بهلله)، وحتى يرى النور أعدكم أن أخصص لكم بعضاً من وقتي الثمين لألتقط معكم صوراً تذكارية، واعذروني فأنا لن أوقّع إلا على أول خمسة مُقتنين لكتابي فقط، وإذا أردتم أن تحظوا بهذا الشرف فلا تتأخروا حين التدشين.

وعلى كل حال؛ الكاتب الساخر سواءً رضي عنه القراء وأهدوه (الورود)، أو غضبوا منه وحذفوه (بالطوب)، سوف يظل (واثقاً من قلمه) يسرح ويمرح سواءً رضي عنه القارئ، أو عنّه ما رضى.