السعودية من حقها أن تنظر في خياراتها وتدرسها جميعاً. السعودية أكبر مما يقال عن أنها عازمة على تأمين اتفاق عسكري يلزم الولايات المتحدة الدفاع عن المملكة مقابل تطبيع العلاقات مع إسرائيل، لأن السعودية تسعى في الحقيقة إلى حماية نفسها من أصدقائها قبل أعدائها. في نظري أن واشنطن معنية بوجوب إعلان عقيدتها في منطقة الشرق الأوسط، لأن ذلك أهم من أي اتفاقات وضمانات دفاعية يسهل على واشنطن التنصل منها كما يكشف عن ذلك التأريخ الذي هو خير دليل على ذلك. لأن واشنطن تسعى إلى تعطيل الصين وروسيا من دخول هذه المنطقة، وذلك بخلط الأوراق بإدخال إسرائيل في المنطقة حليفتها التي هي أشبه ما تكون بالولاية الواحدة والخمسين. تقول مجلة الإيكونوميست إن إدارة بايدن ترى في الصفقة وسيلة للتكيّف مع العصر الجيوسياسي الجديد الذي بموجبه ستظل فيه الولايات المتحدة الضامن النهائي لأمن دول الخليج وعلى مدى العقود القادمة، حتى لو استمرت اقتصاديات هذه الدول تنحرف نحو آسيا، وبالتالي إحباط محاولات إيران، وتهدئة أسواق الطاقة، ومنع الصين من دفع الشرق الأوسط نحو فلك تأثيرها.
السعودية لا يغيب عليها أن المشكلة تكمن في ضعف الحكومة الإسرائيلية وتطرفها وأنها لا تسعى لحل المشكلة الفلسطينية وترفض حل الدولتين. وبالنسبة لنتنياهو الذي يقود حكومة متطرفة ويواجه احتجاجات واتهامات بالفساد، يعتبر صفقة مع السعودية ستكون فرصة ذهبية لكي يلمع إرثه المشوه وسمعته. والحال نفسه بخصوص اليورانيوم، فدولة الكيان الصهيوني ترفض هذا الأمر. استطلاعات الرأي الإسرائيلية توضح أن هناك تخوفاً وتحفظاً على رغبة السعودية تخصيب اليورانيوم. وكذلك الوسط الإسرائيلي، بقيادة بيني غانتس ويائير لبيد، يعارض التخصيب.
الكيان الصهيوني لا يريد السلام، إنه يريد كل شيء مقابل لا شيء. فهو يسعى لفرض فكرة السلام مقابل السلام، هذه الفكرة التي صنعها الاستعمار الحديث. الكيان الصهيوني في الحقيقة غير قادر على السلام والعيش في وسط زُرع فيه من أجل أجندات استعمارية. كل المؤشرات تدل على أن ما تريده إسرائيل هو سلام مثل الاتفاقية مع السودان، التي تقوم على مبدأ «السلام مقابل السلام». إسرائيل تعول على أن اتفاقية السلام ستفتح الباب لإقامة علاقات قوية مع الولايات المتحدة. لكن في الواقع إن على إسرائيل أن تعيد حساباتها، لأن السعودية دولة محورية، وواشنطن حريصة على علاقة جيدة معها، لأن هذه العلاقة تصب في صالح واشنطن أكثر من السعودية. لهذا الصلح الذي تريده إسرائيل غير السلام العادل، لأنه صلح الضعفاء والمنهزمين، بينما الصلح الذي تريده السعودية هو الصلح القائم على إعادة الحقوق لأصحابها. صلح الخير والازدهار والرخاء للمنطقة ككل بما فيها إيران.
لقد اعتاد الغرب على تمرير أجنداته في المنطقة وفرضها، غير أن الزمن تغير مع العصر الجيوسياسي الجديد، الذي لم تستطع إسرائيل حتى تأريخه أن تتأقلم عليه. لكل ذلك أن السؤال الذي يجب أن تجيب عليه واشنطن وإسرائيل هو هل هما جاهزتان لسلام حقيقي أم لاتفاقية تمكّن كلاً منهما في الفوز في الانتخابات وتحقيق مكاسب سياسية مؤقتة؟
السعودية تسعى لسلام التنمية والبناء والإعمار لتنعم به شعوب المنطقة وتكون مثلاً للتكامل الاقتصادي والوئام والتطوير، وليس سلام غصب الحقوق وفرض الأمر الواقع والعنصرية والكراهية والاستغلال. سلام ليس بهدف الكيد للآخر بل للأخذ بيد الآخر، ومنفعة ومصلحة شعوب المنطقة كافة. فهل إسرائيل ومن يقف خلفها على استعداد لهذا السلام؟ سلام الإصلاح وليس سلام الفرض والقهر.
السعودية لا يغيب عليها أن المشكلة تكمن في ضعف الحكومة الإسرائيلية وتطرفها وأنها لا تسعى لحل المشكلة الفلسطينية وترفض حل الدولتين. وبالنسبة لنتنياهو الذي يقود حكومة متطرفة ويواجه احتجاجات واتهامات بالفساد، يعتبر صفقة مع السعودية ستكون فرصة ذهبية لكي يلمع إرثه المشوه وسمعته. والحال نفسه بخصوص اليورانيوم، فدولة الكيان الصهيوني ترفض هذا الأمر. استطلاعات الرأي الإسرائيلية توضح أن هناك تخوفاً وتحفظاً على رغبة السعودية تخصيب اليورانيوم. وكذلك الوسط الإسرائيلي، بقيادة بيني غانتس ويائير لبيد، يعارض التخصيب.
الكيان الصهيوني لا يريد السلام، إنه يريد كل شيء مقابل لا شيء. فهو يسعى لفرض فكرة السلام مقابل السلام، هذه الفكرة التي صنعها الاستعمار الحديث. الكيان الصهيوني في الحقيقة غير قادر على السلام والعيش في وسط زُرع فيه من أجل أجندات استعمارية. كل المؤشرات تدل على أن ما تريده إسرائيل هو سلام مثل الاتفاقية مع السودان، التي تقوم على مبدأ «السلام مقابل السلام». إسرائيل تعول على أن اتفاقية السلام ستفتح الباب لإقامة علاقات قوية مع الولايات المتحدة. لكن في الواقع إن على إسرائيل أن تعيد حساباتها، لأن السعودية دولة محورية، وواشنطن حريصة على علاقة جيدة معها، لأن هذه العلاقة تصب في صالح واشنطن أكثر من السعودية. لهذا الصلح الذي تريده إسرائيل غير السلام العادل، لأنه صلح الضعفاء والمنهزمين، بينما الصلح الذي تريده السعودية هو الصلح القائم على إعادة الحقوق لأصحابها. صلح الخير والازدهار والرخاء للمنطقة ككل بما فيها إيران.
لقد اعتاد الغرب على تمرير أجنداته في المنطقة وفرضها، غير أن الزمن تغير مع العصر الجيوسياسي الجديد، الذي لم تستطع إسرائيل حتى تأريخه أن تتأقلم عليه. لكل ذلك أن السؤال الذي يجب أن تجيب عليه واشنطن وإسرائيل هو هل هما جاهزتان لسلام حقيقي أم لاتفاقية تمكّن كلاً منهما في الفوز في الانتخابات وتحقيق مكاسب سياسية مؤقتة؟
السعودية تسعى لسلام التنمية والبناء والإعمار لتنعم به شعوب المنطقة وتكون مثلاً للتكامل الاقتصادي والوئام والتطوير، وليس سلام غصب الحقوق وفرض الأمر الواقع والعنصرية والكراهية والاستغلال. سلام ليس بهدف الكيد للآخر بل للأخذ بيد الآخر، ومنفعة ومصلحة شعوب المنطقة كافة. فهل إسرائيل ومن يقف خلفها على استعداد لهذا السلام؟ سلام الإصلاح وليس سلام الفرض والقهر.