-A +A
خالد السليمان
تملك السعودية مشروعاً طموحاً لتعزيز مقومات رخائها ونمائها واستقرارها، وبلوغ رؤيتها لمستقبل أكثر إشعاعاً لمجتمعها، ومثل هذا المشروع الذي بدأ السعوديون يقطفون ثماره بالفعل، يقع وسط منطقة تملأها القلاقل والاضطرابات والحروب، مما يستدعي امتلاك قدرات حماية هذا المشروع والدفاع عنه وردع المتربصين به !

لا يمكن أن تملك اقتصاداً قوياً ومجتمعاً مزدهراً دون امتلاك القوة اللازمة للحماية والردع، ومن هنا تعمل السعودية على تعزيز قدراتها وضمان امتلاكها القدرة على الدفاع عن مكتسباتها وضمان أمن مجتمعها !


والسعوديون يعيشون بأمن واستقرار منذ نشأة بلادهم، ولم تؤثر الحروب والأحداث المحيطة بهم جغرافياً على سلام عيشهم، بفضل سياسات القيادة السعودية في جميع العهود المتعاقبة، حيث كانت سياسة المملكة في علاقاتها الإقليمية والدولية تتسم بالتوازن والحكمة والقراءة الواعية للأحداث مما جنبها الانزلاق للصراعات المدمرة، وعندما فرضت عليها حرب الاحتلال العراقي للكويت كان للنهج الذي اتبعته في نسج التحالفات ولعب الدور المناسب أثره في خوض معركة تحرير الكويت، دون أن تؤثر كثيراً على ممارسة الحياة الطبيعية في المجتمع !

لكننا اليوم أمام معادلات جديدة في خوض الحروب بالنيابة في الصراعات، ولم تعد الميليشيات والجماعات المسلحة تخوض حروب العصابات والإرهاب، بل أصبحت تخوض حروباً لا تختلف عن حروب الجيوش النظامية، مما يحتم تغييراً في إستراتيجيات الدول لحماية حدودها ومجتمعاتها والحفاظ على أسباب نموها واستقرار أمنها وازدهار اقتصادها، والأحداث في العراق وسورية وفلسطين واليمن ولبنان والسودان، تبرهن على الحاجة لمواكبة تهديدات غير تقليدية تتطلب رفع القدرات وامتلاك الأدوات لمواجهة هذه المتغيرات !

المملكة ومعها دول الخليج العربية اختارت طريق التنمية والبناء والعيش بسلام في منطقة يعلو فيها صخب الحروب وتضرب فيها الفوضى أطنابها، ولا سبيل أمامها لحماية نفسها في هذا الواقع الجغرافي سوى تعميق تعاونها وتعزيز تأثيرها على الساحة الدولية.. وامتلاك القوة الكافية للحماية والردع !