معروف أن لكل حرب أو عملية عسكرية كبيرة، كالتي قامت بها حركة حماس، هدفا سياسيا للوصول إلى نتيجة محددة، لكنه من غير الواضح إلى الآن ما هو الهدف السياسي الاستراتيجي الذي جعل حماس تُقدم على هذه المغامرة الخطيرة، وفي الجانب الآخر لم تُعلن إسرائيل أيضاً ما هو هدفها السياسي عندما أعلنت أنها في حالة حرب مفتوحة مع حماس. وبذلك نحن إزاء وضع ملتبس وخطير جداً لأنه بلا أهداف معلنة، ومفتوح على أسوأ الاحتمالات، بين طرفين غير متكافئين أبداً، ولا يوجد منطق أو فائدة من الزهو باستطاعة حماس تضليل القدرات الاستخباراتية الإسرائيلية، وتمجيد قدرتها على اختراق تحصينات أحد أقوى الجيوش، فإسرائيل سوف تمتص الصدمة وتبدأ رد الفعل بأشرس ما يمكن بسبب شعور الصدمة وربما الإهانة، وقد بدأت بالفعل، ولا يمكن التنبؤ إلى أي حد سوف تصل، لأنها حصلت على تأييد غير مقيد من الإدارة الأمريكية والدول الغربية الرئيسية، باعتبارها المعتدى عليها من حركة مصنفة لديهم بالإرهابية، وليس من دولة أو منظمة معترف بها، وبالتالي تفتقد المواجهة معها إلى ضوابط الحروب التقليدية، وقواعد التدخل الأممي أو الوساطات الدولية.
معلوم أن إسرائيل دأبت على تعطيل أي مبادرة للسلام، وأنها كيان محتل وغاصب يسوم الفلسطينيين أقبح وأشد صنوف التنكيل، تمادت في التهام الأراضي الفلسطينية والتوسع في المستوطنات، وعاثت فساداً في المقدسات الإسلامية، كيان عنصري بامتياز، زادت عنصريته بوجود الحكومات اليمينية المتطرفة مثل حكومة نتنياهو، وبالتالي فإن مقاومتها حق مشروع، ولكن كيف في ظل الانشقاق العميق بين من يمثلون شعب فلسطين، الذي يصل حد الخصومة والاحتراب، لا اتحاد في المبادئ والأهداف والغايات، ولا استراتيجية موحدة، ولا حتى اتفاق على كيفية تحديد مصير الشعب الفلسطيني. وعندما نقول إن حركة حماس قامت بمغامرة خطيرة فإن الأمر كذلك فعلاً، لسنا ضد مبدأ وحق المقاومة المشروعة، ولكننا ضد أن يكون الشعب الفلسطيني خصوصاً في غزة ضحية مجانية لعملية عسكرية غير محسوبة النتائج لدى من خططوا لها ونفذوها، ولن تؤدي إلى تغيير في المواقف لصالح القضية الفلسطينية، بل ستؤدي إلى مواقف ضدها، تنعكس على حياة الشعب الفلسطيني المغلوب على أمره، وهذا ما حدث للأسف منذ اليوم الأول لعملية حماس، فقد أخذت إسرائيل ما يقترب من التفويض الدولي لاتخاذ ما تراه مناسباً لحماية أمنها، مع تأكيد أمريكي على دعمها بكل ما تحتاجه، وهذه فرصة طالما تمنتها إسرائيل، وها هي تأتيها على طبق من ذهب وبشكل مجاني، دون أي مردود للجانب الفلسطيني سوى مزيد من الخراب والدمار.
ما زال الوقت مبكراً لاستكشاف ما هو متصل بالتخطيط لعملية حماس، والتجهيز لها بذلك الشكل من إطلاق آلاف الصواريخ والاقتحام براً وبحراً وجواً، ربما تكشف الأيام القادمة عن المخططين الحقيقيين والمستفيدين من إشعال أزمة خطيرة لن تكون ارتداداتها بسيطة.
معلوم أن إسرائيل دأبت على تعطيل أي مبادرة للسلام، وأنها كيان محتل وغاصب يسوم الفلسطينيين أقبح وأشد صنوف التنكيل، تمادت في التهام الأراضي الفلسطينية والتوسع في المستوطنات، وعاثت فساداً في المقدسات الإسلامية، كيان عنصري بامتياز، زادت عنصريته بوجود الحكومات اليمينية المتطرفة مثل حكومة نتنياهو، وبالتالي فإن مقاومتها حق مشروع، ولكن كيف في ظل الانشقاق العميق بين من يمثلون شعب فلسطين، الذي يصل حد الخصومة والاحتراب، لا اتحاد في المبادئ والأهداف والغايات، ولا استراتيجية موحدة، ولا حتى اتفاق على كيفية تحديد مصير الشعب الفلسطيني. وعندما نقول إن حركة حماس قامت بمغامرة خطيرة فإن الأمر كذلك فعلاً، لسنا ضد مبدأ وحق المقاومة المشروعة، ولكننا ضد أن يكون الشعب الفلسطيني خصوصاً في غزة ضحية مجانية لعملية عسكرية غير محسوبة النتائج لدى من خططوا لها ونفذوها، ولن تؤدي إلى تغيير في المواقف لصالح القضية الفلسطينية، بل ستؤدي إلى مواقف ضدها، تنعكس على حياة الشعب الفلسطيني المغلوب على أمره، وهذا ما حدث للأسف منذ اليوم الأول لعملية حماس، فقد أخذت إسرائيل ما يقترب من التفويض الدولي لاتخاذ ما تراه مناسباً لحماية أمنها، مع تأكيد أمريكي على دعمها بكل ما تحتاجه، وهذه فرصة طالما تمنتها إسرائيل، وها هي تأتيها على طبق من ذهب وبشكل مجاني، دون أي مردود للجانب الفلسطيني سوى مزيد من الخراب والدمار.
ما زال الوقت مبكراً لاستكشاف ما هو متصل بالتخطيط لعملية حماس، والتجهيز لها بذلك الشكل من إطلاق آلاف الصواريخ والاقتحام براً وبحراً وجواً، ربما تكشف الأيام القادمة عن المخططين الحقيقيين والمستفيدين من إشعال أزمة خطيرة لن تكون ارتداداتها بسيطة.