-A +A
نجيب عصام يماني
حينما تضع رهانك على مستهدفات رؤية المملكة 2030، التي أبدعتها عبقرية ولي العهد الأمين، فإنك تضع «الحلم»، الذي يبدو عصيًّا، في مسار «التحقق» الذي يمضي حتميًا إلى دائرة التنفيذ الواقعي.. ودونك سطور الإنجاز الباهر التي حققتها «الرؤية» في وجيز الزمن وقصيره، وملأت بها سطور الزمان إعجازًا مبهرًا، وأدارت بها بوصلة الاهتمام العالمي نحو المملكة في كافة المجالات والمحافل..

وها هي اليوم؛ تدير وجهة الاهتمام وبوصلة الأحداث بإعلانها نية الترشح لاستضافة بطولة كأس العالم 2034.. إعلان؛ لو خلّصته من عنصر المفاجأة توقيتًا، لوجدته «طبيعيًّا» جدًّا، بالنظر إلى ما أنجزته المملكة في ملف الرياضة بعموم أنشطتها في المدة الأخيرة، منظورًا في نجاح استضافتها لأكثر من (50) حدثًا رياضيًا دوليًا منذ عام 2018 متنوعًا بين؛ كرة القدم، ورياضة المحركات، والجولف، فضلاً عن الرياضات الإلكترونية والتنس، والفروسية وآخرها الاستعداد لاستضافة كأس العالم للأندية 2023 في ديسمبر المقبل ونهائيات كأس آسيا 2027، مدعومًا ذلك بحضورها المائز في المسابقات العالمية، وأهمها حضور «الأخضر» في المحفل المونديالي في ست مناسبات سابقة.. فمجموع هذه الإنجازات وغيرها، تجعل من نية ترشيح المملكة لاستضافة المونديال العالمي، أمرًا منسجمًا مع مكانتها وإسهامها


وهو عين ما أكده ولي العهد الأمين بالإشارة إلى أن «رغبة المملكة العربية السعودية في استضافة كأس العالم 2034 تعد انعكاسًا لما وصلت إليه - ولله الحمد - من نهضة شاملة على الأصعدة والمستويات كافة، الأمر الذي جعل منها مركزًا قياديًا وواجهة دولية لاستضافة أكبر وأهم الأحداث العالمية في مختلف المجالات، بما تملكه من مقومات اقتصادية وإرث حضاري وثقافي عظيم».

على أن كل هذه المؤشرات الإيجابية التي حققتها المملكة، وتضعها شفيعًا لقبول طلب ترشيحها، تنتظر منا جميعًا عملاً دؤوبًا في المرحلة المقبلة، لدعم هذه المؤشرات بصورة أكبر، والدفع بها نحو تشكيل تيار مؤثر يفضي في النهاية إلى قبول الملف السعودي للاستضافة، بخاصة وأن البشريات ظلت تترى بالدعم والترحيب من دول واتحادات ذات أثر في قرارات «الفيفا»، وهو ما يتوجب علينا دعمه والمضي به إلى تشكيل قناعة عريضة بأحقية المملكة في الاستضافة.

أما على المستوى الداخلي فأرى أنه من الضروري جدًّا أن تحرص الأندية الرياضية السعودية على نجاح التجربة الاحترافية الحالية، وإظهارها بأحسن ما يكون المستوى، بالنظر إلى الأسماء البارزة التي تم استقطابها للدوري السعودي للمحترفين، بما يجعل منهم سفراء لهذا المشروع، وحملة لوائه بما ينقلونه من انطباعات وآراء إيجابية ينعكس أثرها في تغيير الصور النمطية، وإزالة ما ران عليها من آراء انطباعية سلبية، فمتى ما نجحت هذه التجربة، وأدت الغاية منها بالظهور المشرف، وجعلت الدوري السعودي في دائرة الدوريات الكبرى ذات الاهتمام والثقل، وضمن أفضل عشرة أو خمسة دوريات عالمية، ومحط أنظار الجميع، وقبلة القنوات العالمية بحرصها على نقله، ودخوله ضمن دائرة الخيارات التفضيلية لألمع نجوم المستديرة، وضمن خياراتهم الأولى، ويشمل ذلك كل الطواقم العاملة في كرة القدم من المدربين البارزين، والأجهزة الطبية المحترفة، وغير ذلك مما له صلة بكرة القدم، فكل ذلك سيكون له بالغ الأثر في ترجيح ملف المملكة للترشيح، بتفوقه في المسارات الأخرى التي تؤخذ في الاعتبار.

أعلم يقينًا أن قيادتنا الرشيدة والجهات المسؤولة عن الرياضة تدرك ما للدبلوماسية، بكل أنشطتها، من تأثير في مثل هذه الملفات، وأدرك ما للدبلوماسية السعودية، في رشد توجهها، من أثر نلمسه حاليًا في نجاح مسعاها لاستضافة معرض أكسبو الرياض 2030، وهو جهد يكاد يؤتي ثماره بإذن الله قريبًا، بما يبشّر بجهد مثيل له، وأزيد في ملف استضافة كأس العالم 2034، وهو مسار لا بد أن تتكامل فيه الأدوار، وتنسجم فيه المواقف، وتتحد فيه الجهود لإنجازه والظفر باستضافة هذا الحدث العالمي، الذي سيكون له ما قبله وما بعده بالضرورة، وسيترك أثرًا بالغ الأهمية في حياتنا على كافة المستويات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وبالطبع الرياضية.. فنسأل الله التوفيق لوطننا وقيادتنا، ومعًا «نحلم ونحقق» غايتنا باستضافة كأس العالم 2034.

وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين.