البيان السعودي الذي صدر في أعقاب النزاع الذي اندلع كان بادرة الأمل الوحيدة وسط عاصفة الدماء والدمار التي اجتاحت على حين غرة شرقنا العربي، وأثبت موقف الرياض السياسة السعودية الثابتة والمنضبطة على مدى عقود، التي فرقت بين الاحتلال كمتسبب رئيس في الأحداث، سواء السابقة أو ما قد يحدث مستقبلاً، وبين الحقوق المشروعة للفلسطينيين.
إعادة إنتاج إسرائيل جديدة أكثر شراسة عما قبل هو أقل النتائج التي أفرزتها أحداث الأمس، بالطبع لن يكون ما قبل السابع من أكتوبر كما قبله، والمتتبع للأوضاع في تل أبيب على مدى السنوات العشر الماضية كان سيلاحظ أن الدولة الحديدية التي لا تُقهر تراخت قبضتها وبدأت أكثر قابلية للتحول لدولة عادية، كما تراخت الأجيال الجديدة عن أهداف الإسرائيليين الآباء، بل إن الأزمات الداخلية تصاعدت وتفاقمت وأدت إلى انقسام غير مسبوق، لتأتي الأزمة الحالية فتوحد البيت الإسرائيلي وتذيب جبال الخلافات، ولكانت الأوضاع السياسية في إسرائيل فرصة لتحقيق سلام حقيقي وبناء مكاسب ممتازة للشعبين.
لقد تحولت الدولة الأكثر جهوزية عسكرياً، والأسرع في المباغتة والمبادرة، تؤخذ على حين غرة، وقصُرت يد إسرائيل الطويلة، وظهرت لأول مرة عاجزة حتى عن إنتاج بيان شديد اللهجة، لكن هل ستستمر الصدمة التي أصابت حكومة تل أبيب، أم أنها في طور الاستفاقة؟
لو عدنا إلى يوم واحد قبل المواجهة العسكرية، كنا سنلاحظ أن مستوى التعاطف الدولي مع تل أبيب كان متراجعاً، بل إن واشنطن الحليف الأقوى ابتعدت، ووصل الأمر إلى تمنع الرئيس الأمريكي عن الالتقاء برئيس الوزراء الإسرائيلي على مدى ثلاث سنوات مضت، وكان اللقاء الوحيد بمناسبة الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤخراً، لكن ذلك تغير الآن وعادت إسرائيل من باب التعاطف الغربي الواسع.
اليوم تواجه المنطقة أسوأ اختباراتها، وربما أسوأ أيامها منذ العام 1948. وإذا كانت نيويورك وواشنطن تعرضتا لـ11 سبتمبر العام 2001، فإن هناك من استدعى تلك العملية بكل تأثيراتها إلى منطقتنا، فهل سيتكرر سيناريو ما بعد سبتمبر من احتلال دول وتحرك أساطيل وعسكرة للإقليم، ولو عدنا قليلاً إلى أجواء سبتمبر وما تبعها من جدال وصراع، سنجد أن الأمريكان انكفأوا على أنفسهم لعدة أسابيع قبل أن تتحرك أساطيلهم ونيرانهم، لإثبات أنهم لا يزالون أقوياء، وربما هذا ما يحدث الآن في أروقة تل أبيب.
وكأن العام 1982 يعود بكل آلامه ومآسيه، وكأن الاجتياح الإسرائيلي للبنان سيتكرر بكل صوره في غزة هذه المرة، فهل سنراه واقعاً، أم أن صوت العقل الذي أطلقه السعوديون يوم أمس سيتغلب على صوت الرصاص ودعوات الانتقام؟.
إذا صح سيناريو اجتياح بيروت فربما تعود معه الاغتيالات والملاحقات في كل مكان، كما كانت في السبعينات والثمانينات، فهل سيلاحق قادة الفصائل كما لوحق قادة منظمة التحرير التاريخيون.
من عاش أيام اجتياح 1982 سيفهم المأزق الحقيقي الذي وصلت إليه المنطقة، ومن شهد تلك العذابات سيتمنى أن لا تعود إليها مرة أخرى؛ لأن الجميع سيتأذى منها، ولن يستفيد منها أي طرف.
منذ أحداث الأمس تثور في أروقة الإعلام والمنصات جدالات ساخنة عمّن المتسبب، ومن أطلق أول رصاصة، لكن الجدال الحقيقي يجب أن يكون على طاولة الاجتماعات، والاقتناع بأنه حان وقت الاكتفاء من هذه الدماء التي أنهكت الشرق الأوسط، وحولته إلى مستوعب للمآسي والتعب.
لقد فتح الأمير محمد بن سلمان نافذة أمل لهذا الشرق عندما قال إن لدينا أملاً أن نعيد بناءه ونحوّله إلى أوروبا جديدة، بشريطة الاكتفاء من الحروب وتصفير المشكلات والخلافات، وأن يكون التنافس الوحيد في الصناعة والتجارة والابتكار والتنمية، تلك كانت نصيحة الأمير التي بدأ بها في بلاده ويتمنى انتقال عدواها لكل من لم يلتحق بقطار التنمية.
إعادة إنتاج إسرائيل جديدة أكثر شراسة عما قبل هو أقل النتائج التي أفرزتها أحداث الأمس، بالطبع لن يكون ما قبل السابع من أكتوبر كما قبله، والمتتبع للأوضاع في تل أبيب على مدى السنوات العشر الماضية كان سيلاحظ أن الدولة الحديدية التي لا تُقهر تراخت قبضتها وبدأت أكثر قابلية للتحول لدولة عادية، كما تراخت الأجيال الجديدة عن أهداف الإسرائيليين الآباء، بل إن الأزمات الداخلية تصاعدت وتفاقمت وأدت إلى انقسام غير مسبوق، لتأتي الأزمة الحالية فتوحد البيت الإسرائيلي وتذيب جبال الخلافات، ولكانت الأوضاع السياسية في إسرائيل فرصة لتحقيق سلام حقيقي وبناء مكاسب ممتازة للشعبين.
لقد تحولت الدولة الأكثر جهوزية عسكرياً، والأسرع في المباغتة والمبادرة، تؤخذ على حين غرة، وقصُرت يد إسرائيل الطويلة، وظهرت لأول مرة عاجزة حتى عن إنتاج بيان شديد اللهجة، لكن هل ستستمر الصدمة التي أصابت حكومة تل أبيب، أم أنها في طور الاستفاقة؟
لو عدنا إلى يوم واحد قبل المواجهة العسكرية، كنا سنلاحظ أن مستوى التعاطف الدولي مع تل أبيب كان متراجعاً، بل إن واشنطن الحليف الأقوى ابتعدت، ووصل الأمر إلى تمنع الرئيس الأمريكي عن الالتقاء برئيس الوزراء الإسرائيلي على مدى ثلاث سنوات مضت، وكان اللقاء الوحيد بمناسبة الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤخراً، لكن ذلك تغير الآن وعادت إسرائيل من باب التعاطف الغربي الواسع.
اليوم تواجه المنطقة أسوأ اختباراتها، وربما أسوأ أيامها منذ العام 1948. وإذا كانت نيويورك وواشنطن تعرضتا لـ11 سبتمبر العام 2001، فإن هناك من استدعى تلك العملية بكل تأثيراتها إلى منطقتنا، فهل سيتكرر سيناريو ما بعد سبتمبر من احتلال دول وتحرك أساطيل وعسكرة للإقليم، ولو عدنا قليلاً إلى أجواء سبتمبر وما تبعها من جدال وصراع، سنجد أن الأمريكان انكفأوا على أنفسهم لعدة أسابيع قبل أن تتحرك أساطيلهم ونيرانهم، لإثبات أنهم لا يزالون أقوياء، وربما هذا ما يحدث الآن في أروقة تل أبيب.
وكأن العام 1982 يعود بكل آلامه ومآسيه، وكأن الاجتياح الإسرائيلي للبنان سيتكرر بكل صوره في غزة هذه المرة، فهل سنراه واقعاً، أم أن صوت العقل الذي أطلقه السعوديون يوم أمس سيتغلب على صوت الرصاص ودعوات الانتقام؟.
إذا صح سيناريو اجتياح بيروت فربما تعود معه الاغتيالات والملاحقات في كل مكان، كما كانت في السبعينات والثمانينات، فهل سيلاحق قادة الفصائل كما لوحق قادة منظمة التحرير التاريخيون.
من عاش أيام اجتياح 1982 سيفهم المأزق الحقيقي الذي وصلت إليه المنطقة، ومن شهد تلك العذابات سيتمنى أن لا تعود إليها مرة أخرى؛ لأن الجميع سيتأذى منها، ولن يستفيد منها أي طرف.
منذ أحداث الأمس تثور في أروقة الإعلام والمنصات جدالات ساخنة عمّن المتسبب، ومن أطلق أول رصاصة، لكن الجدال الحقيقي يجب أن يكون على طاولة الاجتماعات، والاقتناع بأنه حان وقت الاكتفاء من هذه الدماء التي أنهكت الشرق الأوسط، وحولته إلى مستوعب للمآسي والتعب.
لقد فتح الأمير محمد بن سلمان نافذة أمل لهذا الشرق عندما قال إن لدينا أملاً أن نعيد بناءه ونحوّله إلى أوروبا جديدة، بشريطة الاكتفاء من الحروب وتصفير المشكلات والخلافات، وأن يكون التنافس الوحيد في الصناعة والتجارة والابتكار والتنمية، تلك كانت نصيحة الأمير التي بدأ بها في بلاده ويتمنى انتقال عدواها لكل من لم يلتحق بقطار التنمية.