تحمل حرب «طوفان الأقصى» اللامعقول، بدءاً من خطاب رئيس الوزراء حين يقول: اخرجوا من غزة «هكذا اخرجوا)»، وجملته هذه هي أمنية اليمين الإسرائيلي، منذ توليه زمام السلطة.
ثم خطاب وزير الدفاع حينما يقول: «نحن نتعامل مع حيوانات بشرية». وهو خطاب منفلت من دائرة السياسة، ويمكن أن يصنف بشتائم السوقة وليس وزير دفاع.
ثم التعنت الجائر في محاصرة قطاع غزة ومنع كل شيء عن مليوني إنسان؛ «الكهرباء، الماء، الدواء، النت، الغاز، البنزين، الغذاء»، مع أن هذا المنع يدخل في باب حقوق الإنسان، واعتبار المنع جريمة من جرائم الحرب؛ لأن هذا المنع يؤدي إلى الموت، بغض النظر عن الكيفية، فالمحاصرون سيختارون موت السير إلى حتفهم مختارين باتجاه إسرائيل، ولو تحرك مليونا فلسطيني سيراً إلى إسرائيل فلن تستطيع إفناءهم هكذا وأمام كاميرات الصحفيين. والذي استغربه أن الدين اليهودي ليس ديناً تبشيرياً بما يعني أن جزءاً من الأرض يكفي اليهود للعيش، وليس مهماً الوصول من النهر للنهر، وحتى أن هذا المفهوم أعطي لذرية إبراهيم، وذريته تناسلوا من إسماعيل وإسحاق، ولو نشأت إسرائيل وفق مبادئ الصهيونية فيكفي هذا المفهوم أرض مهما صغرت المهم أن تعيش من غير حروب، ولو أهملنا كل المسببات، فليس من حق إسرائيل أن تكون معتدية ومغسلة موتى.
ومن عجائب هذه الحرب أن المقاتلين الفلسطينيين ليس لديهم سلطة، فقوى المقاومة تتحرك من غير أي ارتباط بالسلطة الشرعية للبلد.. فكيف يمكن لقوى المقاومة أن تستلهم المناصرة من أي دولة في العالم، وهم عبارة عن مجموعات أو جماعات ليس لهم رأس يمكن له المطالبة بالحقوق أو رفع الظلم أو المطالبة بتدخل دولي، وهذا هو الخسران، أن يكون الشعب منقسماً وفي أشد حالات التجمع تتصرف كل فئة على هواها، وهذه الفرقة هي العنوان الرئيس للهزيمة، وليس مهماً الهزيمة وإنما الأهم الناس الذين يموتون بالمجان، مئات يموتون في وضح النهار أو في ظلمة الليل، من غير جهة تنافح عنهم، ثم كيف للدول العربية والإسلامية مد يد العون أو المناصرة من غير وجود سلطة متنفذة لها القدرة على تسيير الأوضاع في الحرب، أو مناشدة العالم بمد يد المساعدة، أو الحديث في المحافل الدولية عما يجده شعبها من فناء.
والملاحظ أن قادة الحرب في حماس أو كتائب القسام أو أي جهة أخرى ليس لديهم إلمام بالجوانب الإعلامية، فالحرب ليست قتلى أو أسرى أو هدماً، فالزمن هذا لا تكفي فيه الحرب الميدانية (سواء كنت متقدماً أو مهزوماً)، إذ بد من عجلة إعلامية ضخمة تؤثر في تعاطف العالم معك، وجلبهم إلى صفك، وكان على هؤلاء القادة المعرفة الأكيدة أن الغرب مجتمع متعاطف مع إسرائيل، وإسرائيل تشن حرباً ميدانية، وتشن حرباً إعلامية ولأن لديها خبراء إعلاميين استطاعت كسب تعاطف على تعاطف بما أظهرته من صور وفيديوهات لحال الأسرى، بينما من يدك عظمة وبيته لا يجد وسيلة إعلامية تنافح عنه.
وتأكيداً لغياب مفهوم أهمية الحرب الإعلامية من أذهان المقاومة حينما يظهر المتحدث الرسمي لكتائب القسام متوعداً ومحذراً إسرائيل إن لم تكف عن ضرب قطاع غزة فسيقومون -كل ساعة- بقتل أحد الأسرى مع تصوير مشهد القتل وبثه للعالم، وهذا الفعل بحد ذاته سيقلب العالم ضد الفلسطينيين وقضيتهم العادلة، وتصبح المقاومة عنصراً من عناصر داعش التي تقتل وتحرق وتبث وحشيتها.. عندها فقط يستطيع نتنياهو التبجح، ويصيح صارخاً: اخرجوا من هنا!
ثم خطاب وزير الدفاع حينما يقول: «نحن نتعامل مع حيوانات بشرية». وهو خطاب منفلت من دائرة السياسة، ويمكن أن يصنف بشتائم السوقة وليس وزير دفاع.
ثم التعنت الجائر في محاصرة قطاع غزة ومنع كل شيء عن مليوني إنسان؛ «الكهرباء، الماء، الدواء، النت، الغاز، البنزين، الغذاء»، مع أن هذا المنع يدخل في باب حقوق الإنسان، واعتبار المنع جريمة من جرائم الحرب؛ لأن هذا المنع يؤدي إلى الموت، بغض النظر عن الكيفية، فالمحاصرون سيختارون موت السير إلى حتفهم مختارين باتجاه إسرائيل، ولو تحرك مليونا فلسطيني سيراً إلى إسرائيل فلن تستطيع إفناءهم هكذا وأمام كاميرات الصحفيين. والذي استغربه أن الدين اليهودي ليس ديناً تبشيرياً بما يعني أن جزءاً من الأرض يكفي اليهود للعيش، وليس مهماً الوصول من النهر للنهر، وحتى أن هذا المفهوم أعطي لذرية إبراهيم، وذريته تناسلوا من إسماعيل وإسحاق، ولو نشأت إسرائيل وفق مبادئ الصهيونية فيكفي هذا المفهوم أرض مهما صغرت المهم أن تعيش من غير حروب، ولو أهملنا كل المسببات، فليس من حق إسرائيل أن تكون معتدية ومغسلة موتى.
ومن عجائب هذه الحرب أن المقاتلين الفلسطينيين ليس لديهم سلطة، فقوى المقاومة تتحرك من غير أي ارتباط بالسلطة الشرعية للبلد.. فكيف يمكن لقوى المقاومة أن تستلهم المناصرة من أي دولة في العالم، وهم عبارة عن مجموعات أو جماعات ليس لهم رأس يمكن له المطالبة بالحقوق أو رفع الظلم أو المطالبة بتدخل دولي، وهذا هو الخسران، أن يكون الشعب منقسماً وفي أشد حالات التجمع تتصرف كل فئة على هواها، وهذه الفرقة هي العنوان الرئيس للهزيمة، وليس مهماً الهزيمة وإنما الأهم الناس الذين يموتون بالمجان، مئات يموتون في وضح النهار أو في ظلمة الليل، من غير جهة تنافح عنهم، ثم كيف للدول العربية والإسلامية مد يد العون أو المناصرة من غير وجود سلطة متنفذة لها القدرة على تسيير الأوضاع في الحرب، أو مناشدة العالم بمد يد المساعدة، أو الحديث في المحافل الدولية عما يجده شعبها من فناء.
والملاحظ أن قادة الحرب في حماس أو كتائب القسام أو أي جهة أخرى ليس لديهم إلمام بالجوانب الإعلامية، فالحرب ليست قتلى أو أسرى أو هدماً، فالزمن هذا لا تكفي فيه الحرب الميدانية (سواء كنت متقدماً أو مهزوماً)، إذ بد من عجلة إعلامية ضخمة تؤثر في تعاطف العالم معك، وجلبهم إلى صفك، وكان على هؤلاء القادة المعرفة الأكيدة أن الغرب مجتمع متعاطف مع إسرائيل، وإسرائيل تشن حرباً ميدانية، وتشن حرباً إعلامية ولأن لديها خبراء إعلاميين استطاعت كسب تعاطف على تعاطف بما أظهرته من صور وفيديوهات لحال الأسرى، بينما من يدك عظمة وبيته لا يجد وسيلة إعلامية تنافح عنه.
وتأكيداً لغياب مفهوم أهمية الحرب الإعلامية من أذهان المقاومة حينما يظهر المتحدث الرسمي لكتائب القسام متوعداً ومحذراً إسرائيل إن لم تكف عن ضرب قطاع غزة فسيقومون -كل ساعة- بقتل أحد الأسرى مع تصوير مشهد القتل وبثه للعالم، وهذا الفعل بحد ذاته سيقلب العالم ضد الفلسطينيين وقضيتهم العادلة، وتصبح المقاومة عنصراً من عناصر داعش التي تقتل وتحرق وتبث وحشيتها.. عندها فقط يستطيع نتنياهو التبجح، ويصيح صارخاً: اخرجوا من هنا!