-A +A
خالد السليمان
من أبرز منغصات جودة الحياة بل الحياة نفسها هو هذا الزحام المروري اليومي، الذي يعيشه سكان الرياض طوال اليوم، فلم يعد الزحام مرتبطاً بساعات ذروة محددة بل أصبح ممتداً طوال النهار ومعظم الليل !

ولعل المرور مطالب بمراجعة سياساته وخططه في تنظيم السير، التي يرى البعض أنها أحياناً تتسبب في زيادة الزحام وخنق المداخل، كما أن وجود جهة جامعة وفاعلة للإدارات المرتبطة بتخطيط الطرق وتنظيم السير بات ملحاً لإيجاد الحلول، فأثر هذا الازدحام بات ينعكس سلباً على صحة أفراد المجتمع !


ما يزيد الطين بلة هو سلوك السائقين الذين يرتكبون المخالفات باقتحام مسارات كتف الطريق أو مداخل الطرق، دون اكتراث أو مراعاة لحقوق السائقين المنتظمين بمساراتهم المزدحمة، ورغم إعلان الرصد الآلي للمخالفات المرورية وانتشار دوريات المرور ومركبات المرور السري، إلا أن المخالفين في ازدياد، وكأن لا نظام يضبطهم ولا ضمير يردعهم، واللافت أن معظم المخالفات تتركز وتتكرر في مفاصل طرق بعينها، مما يجعلني أتساءل عن غياب المرور عن فرض هيبة القانون فيها، ليس لردع المخالفين وحسب وإنما لحماية حقوق المنتظمين في مساراتهم الملتزمين بالنظام !

فما ذنبي أن ألتزم بمساري المزدحم ليزيده ازدحاماً واختناقاً طابور آخر من السيارات التي تسلك كتف الطريق لتقتحم مقدمة مساري، بل إنني على يقين من أن بعض هؤلاء المخالفين هم منتظمون، ساءهم أن يجدوا من يعتدي على حقوقهم ويستخف بالأنظمة المرورية، فوجدوا أنفسهم يخالفون بدورهم حتى لا يقعوا بين مطرقة ضغوط الاختناق المروري النفسية وسندان القهر من المعتدين على حقهم في الطريق !

اللافت هنا هو استخفاف المخالفين بأن ما يرتكبونه من مخالفات تعتدي على حقوق الآخرين في الطرق لا يخالف النظام والقوانين المرورية وحسب بل ويعد ذنباً أمام الله سبحانه وتعالى، فعندما تعتدي على حق سائق آخر بدخولك على مساره فأنت هنا ترتكب ذنباً بحقه، وإذا لم ترصدك عين الرقيب المروري فإن عين الله لا تنام ولا يضيع عنده مثقال ذرة من حق أحد !

باختصار.. إذا كان هناك عجز عن إيجاد حلول للاختناقات المرورية، فعلى الأقل يجب ردع المخالفين وحفظ حقوق الملتزمين بالأنظمة قبل أن يفقدوا ثقتهم بها، ويأتي يوم نتحسر فيه على آخر السائقين المحترمين !