-A +A
سلطان الزايدي
منذ سنوات طويلة لم يعش الجمهور السعودي أزمة نتائج مرتبطة بالعمل الفني، كما يعيشها الآن مع المنتخب السعودي؛ الذي أنهى المرحلة الثانية من الاستعداد لكأس آسيا القادمة في الدوحة، هذه الكأس التي غابت عن خزائن الأخضر سنوات طويلة، ومن المأمول أن تعود في النسخة القادمة إلى خزائنه مرة أخرى دون مزيد من الانتظار.

الكل في هذه القارة يضع منتخبنا من أهم المنتخبات المرشحة لنيل كأس القارة والتربع على عرشها مجدداً، لكن مع الأسف الواقع لا ينسجم كثيراً مع هذه التوقعات، وخاصة بعد حضور المدرب الإيطالي «روبرتو مانشيني»، الذي يجد نفسه في مهمة صعبة، ربما لم يكن يتوقعها قبل توقيعه عقد تدريب المنتخب، أشياء كثيرة غريبة تحدث مع هذا المدرب لا تشبه تاريخه، ولا إنجازاته ولا أفكاره، فالعمل الفني ظل على حاله، وكأن منتخبنا ما زال تحت قيادة المدرب الفرنسي «هيرفي رينارد» -الذي غادر منذ فترة منصبه، وتوجه لتدريب منتخب سيدات فرنسا- لكن مع الأسف ما زلنا نلاحظ نفس الأفكار والمنهجية الفنية، تسير بمنتخبنا السعودي دون ملاحظة أي تغيير فني على المنتخب، ولا تفهم لماذا كل هذا الخوف من محاولات التغيير والمغامرة في وضع منهجية جديدة، تعيد للمنتخب قوته الفنية المفقودة من بعد مباراة المنتخب الأرجنتيني في كأس العالم؟


لماذا نشعر كجمهور ونقّاد بحالة الركود والاستسلام الواضحة على الفريق في كل مباراة يخوضها، وكأن المهمة الوطنية المراد تنفيذها قد انتهت تماماً بعد مباراة الأرجنتين، ولم يعد هناك أي تفاصيل مهمة تستهوي منتخبنا، وتجعل الدافعية عنده تتقد من جديد؟

لذلك يبدو من المناسب أن تبدأ خطوات التصحيح من التنظيم الإداري، والمعني فيه الاتحاد السعودي لكرة القدم، واختيار أسماء فنية جديدة بتوصية من المدرب الإيطالي «مانشيني»، وإبعاد كل الأسماء السابقة التي كانت موجودة فترة المدرب الفرنسي رينارد، ومن ثم إعطاء المدرب الصلاحيات الكاملة في وضع خطة عمل فنية مرتبطة باختيارات جديدة، تعيد لمنتخبنا الروح والقدرة على المنافسة، فكثير من الأسماء الموجودة حالياً في منتخبنا لا يمكن أن تقدم شيئاً في الفترة القادمة.

في دورينا أسماء لنجوم تشارك بشكل متواصل، وقد فرضوا أنفسهم على مدربي أنديتهم، في ظل هذه الكوكبة الكبيرة من نجوم العالم الحاضرين بقوة في دورينا، ومع ذلك لا نشاهدهم في المنتخب إلا حبيسي مقاعد البدلاء للاعبين هم في الأساس احتياط في أنديتهم. هناك قواعد أساسية في عملية الاختيار، والغريب أن القائمين على المنتخب السعودي ما زالوا يتجاهلونها!

ودمتم بخير...