خلال الساعات الأولى من معركة اليوم الواحد 7 أكتوبر، استطاعت حماس تفجير وسائل الإعلام حول العالم وانتشرت عشرات الملايين من الرسائل والصور والفيديوهات المحملة بمقاطع التقطتها كاميرات كوادر حماس أو حتى المدنيين الذين اندفعوا وراء المقاتلين فور تسرب الأخبار وفتح ثغرات في غلاف غزة وانكشاف المدن والمستوطنات الإسرائيلية.
تراوحت ردود الفعل الأولى بين مفاجأة مدوية وبين صدمة ذهول كيف استطاعت حماس اختراق منظومة الدفاع الإسرائيلية، وكأننا أمام 11 سبتمبر جديدة.
لقد انتشى قادة حماس بالنصر الأوّلي، ثم فوجئوا بعد انقضاء الليلة الأولى أن العملية التي خططت لسنوات كانت أكبر من حجمهم بكثير، ونتائجها ستفوق قدرتهم على تحمّلها عسكرياً وسياسياً.
من السهل جداً أن تخطط لعملية على الورق وفي تمنياتك، لكن الفوز الحقيقي هو أن تتحكم في نتائجها، وهو ما حصل عكسه في غزة.
لعل أول إخفاق حصلت عليه حماس هو عدم وضع خطة للسيطرة على المعابر التي يتم فتحها، وتشكيل مقاتلين يمنعون المدنيين من الدخول في معركة ليست لهم، كذلك عدم السيطرة على سلوك الكوادر غير المنضبطة، التي أفرزت أخطاء إنسانية فادحة، في حرب طويلة أساسها استدامة التعاطف مع القضية.
على مدى عقود كان أكبر عدو للقضية الفلسطينية هي الفصائل نفسها والمنخرطون من الفلسطينيين في حملاتها، لقد كانت أولى النصائح الصادقة والتي لم يلتزموا بها: «أن تبقى الفصائل محايدة في أي صراع عربي عربي، وأن تتفرغ فقط لقضيتها»، مع ذلك كانت الفصائل في عين الصراعات من الأردن إلى بيروت إلى حرب الخليج إلى غزو صدام وليس انتهاءً بالعلاقات الخليجية الخليجية، والخليجية التركية، وأخيراً الوقوف مع الحوثيين.
كانت حماس تعتمد في حربها الإعلامية السابقة على تعظيم التعاطف وتعميق الألم لدى ضمير المستقبلين لرسائلها.
فحتى مع قصفها الاستباقي للمدن الإسرائيلية كانت ردود الفعل الإسرائيلية تأتي لصالح حماس فتحقق نصراً فوق الجراح، مؤمنة بأن الفاتورة قابلة للقبول والتحمّل.
في معركة السابع من أكتوبر يبدو الوقع مختلفاً والنتائج غير متوقعة، فالموقف الإعلامي الدولي وحتى العربي عجز عن إخفاء الصور والفيديوهات التي نشرتها حماس وحيّرت الناس بسبب مأزق التعاطف.
بلا شك أن الصورة في الضمير الغربي لن تقبل بعض التصرفات، ومع أن الضمير العربي قد يتجاوزها بسبب حجم التعاطف مع القضية المتراكم من عقود، إلا أنها أحدثت انشقاقاً ضخماً داخل بنية الضمير العربي.
وحتى مع التجاوز الذي مارسته بعض وسائل إعلام عربية بعدم إعادة نشر تلك الفيديوهات والصور، لكن الإعلام الغربي لا يزال يستخدمها بضراوة.
حجم التلاعب في الخطاب الحمساوي عجز هذه المرة عن قلب الطاولة في وجه خصمهم الغربي، وتحوّل نصر الساعات الأولى إلى بلع سكاكين الألم مع عدم القدرة على التراجع عن النصر الذي تلاشى سريعاً، فالتراجع يعني خسارة كل شيء.
لعلنا نتذكر أن حماس عانت من تدهور صورتها من فصيل مقاوم إلى عناصر عابرة للحدود، خلال عشر سنوات من انخراطها في الحرب الأهلية السورية، وتلطخ سمعتها وأياديها وبقي الدم السوري يطاردها لعقد كامل.
ومع محاولات التصالح مع النظام السوري وطلب الغفران، يصبح من الصعوبة عليها العودة إلى مربع الخسائر، وتقبل انفراط التعاطف، بعدما خسرت أو تكاد تخسر غزة بالكامل.
بلا شك أن الحرب الإعلامية تكاد تكون بأهمية المعركة العسكرية على الأرض، لكن أكثر ما يفضح المليشيات دائماً هو عدم قدرتها على ضبط مقاتليها، وكذلك عدم مقاومتها لإغراء الكاميرات والتصوير والتباهي بأعمالهم، ولعلنا نتذكر أن أكثر استهدافات مقاتلي القاعدة جاءت بعد نشرهم لفيديوهاتهم أو إجرائهم مقابلات تلفزيونية.
إن أضرار حماس الإعلامية لا توازي حتى أضرار القاعدة وداعش، فالمقارنة بينها وبين داعش على وجه الخصوص في الإعلام الغربي يأخذ منحى متصاعداً، سيحمي ظهر إسرائيل في أي معركة قادمة، وعلى ذلك ستندم حماس كثيراً على خسارتها الإعلامية المدوية، فقد استطاع المتلقون من الجماهير الفرز بين التعاطف الصادق تجاه المدنيين، وبين التعاطف مع المقاتلين.
تراوحت ردود الفعل الأولى بين مفاجأة مدوية وبين صدمة ذهول كيف استطاعت حماس اختراق منظومة الدفاع الإسرائيلية، وكأننا أمام 11 سبتمبر جديدة.
لقد انتشى قادة حماس بالنصر الأوّلي، ثم فوجئوا بعد انقضاء الليلة الأولى أن العملية التي خططت لسنوات كانت أكبر من حجمهم بكثير، ونتائجها ستفوق قدرتهم على تحمّلها عسكرياً وسياسياً.
من السهل جداً أن تخطط لعملية على الورق وفي تمنياتك، لكن الفوز الحقيقي هو أن تتحكم في نتائجها، وهو ما حصل عكسه في غزة.
لعل أول إخفاق حصلت عليه حماس هو عدم وضع خطة للسيطرة على المعابر التي يتم فتحها، وتشكيل مقاتلين يمنعون المدنيين من الدخول في معركة ليست لهم، كذلك عدم السيطرة على سلوك الكوادر غير المنضبطة، التي أفرزت أخطاء إنسانية فادحة، في حرب طويلة أساسها استدامة التعاطف مع القضية.
على مدى عقود كان أكبر عدو للقضية الفلسطينية هي الفصائل نفسها والمنخرطون من الفلسطينيين في حملاتها، لقد كانت أولى النصائح الصادقة والتي لم يلتزموا بها: «أن تبقى الفصائل محايدة في أي صراع عربي عربي، وأن تتفرغ فقط لقضيتها»، مع ذلك كانت الفصائل في عين الصراعات من الأردن إلى بيروت إلى حرب الخليج إلى غزو صدام وليس انتهاءً بالعلاقات الخليجية الخليجية، والخليجية التركية، وأخيراً الوقوف مع الحوثيين.
كانت حماس تعتمد في حربها الإعلامية السابقة على تعظيم التعاطف وتعميق الألم لدى ضمير المستقبلين لرسائلها.
فحتى مع قصفها الاستباقي للمدن الإسرائيلية كانت ردود الفعل الإسرائيلية تأتي لصالح حماس فتحقق نصراً فوق الجراح، مؤمنة بأن الفاتورة قابلة للقبول والتحمّل.
في معركة السابع من أكتوبر يبدو الوقع مختلفاً والنتائج غير متوقعة، فالموقف الإعلامي الدولي وحتى العربي عجز عن إخفاء الصور والفيديوهات التي نشرتها حماس وحيّرت الناس بسبب مأزق التعاطف.
بلا شك أن الصورة في الضمير الغربي لن تقبل بعض التصرفات، ومع أن الضمير العربي قد يتجاوزها بسبب حجم التعاطف مع القضية المتراكم من عقود، إلا أنها أحدثت انشقاقاً ضخماً داخل بنية الضمير العربي.
وحتى مع التجاوز الذي مارسته بعض وسائل إعلام عربية بعدم إعادة نشر تلك الفيديوهات والصور، لكن الإعلام الغربي لا يزال يستخدمها بضراوة.
حجم التلاعب في الخطاب الحمساوي عجز هذه المرة عن قلب الطاولة في وجه خصمهم الغربي، وتحوّل نصر الساعات الأولى إلى بلع سكاكين الألم مع عدم القدرة على التراجع عن النصر الذي تلاشى سريعاً، فالتراجع يعني خسارة كل شيء.
لعلنا نتذكر أن حماس عانت من تدهور صورتها من فصيل مقاوم إلى عناصر عابرة للحدود، خلال عشر سنوات من انخراطها في الحرب الأهلية السورية، وتلطخ سمعتها وأياديها وبقي الدم السوري يطاردها لعقد كامل.
ومع محاولات التصالح مع النظام السوري وطلب الغفران، يصبح من الصعوبة عليها العودة إلى مربع الخسائر، وتقبل انفراط التعاطف، بعدما خسرت أو تكاد تخسر غزة بالكامل.
بلا شك أن الحرب الإعلامية تكاد تكون بأهمية المعركة العسكرية على الأرض، لكن أكثر ما يفضح المليشيات دائماً هو عدم قدرتها على ضبط مقاتليها، وكذلك عدم مقاومتها لإغراء الكاميرات والتصوير والتباهي بأعمالهم، ولعلنا نتذكر أن أكثر استهدافات مقاتلي القاعدة جاءت بعد نشرهم لفيديوهاتهم أو إجرائهم مقابلات تلفزيونية.
إن أضرار حماس الإعلامية لا توازي حتى أضرار القاعدة وداعش، فالمقارنة بينها وبين داعش على وجه الخصوص في الإعلام الغربي يأخذ منحى متصاعداً، سيحمي ظهر إسرائيل في أي معركة قادمة، وعلى ذلك ستندم حماس كثيراً على خسارتها الإعلامية المدوية، فقد استطاع المتلقون من الجماهير الفرز بين التعاطف الصادق تجاه المدنيين، وبين التعاطف مع المقاتلين.