-A +A
حمود أبو طالب
إلى لحظة كتابة هذا المقال بعد عصر يوم أمس السبت ولم يصدر بعد بيان اجتماع عدد من وزراء خارجية الدول العربية مع وزير خارجية أمريكا أنتوني بلينكن، وهو اجتماع سبقه تصريح للمتحدث الرسمي لوزارة الخارجية المصرية قال فيه «إن الوزراء يجتمعون فى عَمّان اليوم، موقف عربي موحد لا يقبل الاهتزاز ولا المواربة سيتم نقله إلى وزير خارجية أمريكا بضرورة الوقف الفوري للاعتداءات الإسرائيلية، أولوية دخول المساعدات، لا للتهجير، إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة هو الحل». الوزراء المشاركون يمثلون المملكة، الأردن، مصر، الإمارات، قطر، وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

هذه المطالب سبق التصريح بها بشكل صريح ومتكرر من المملكة والأردن ومصر والسلطة الفلسطينية بالذات منذ بداية الأزمة المتفاقمة في غزة، لكن تعنُّت إسرائيل جعلها ترفض حتى الهدنة الإنسانية لإدخال المساعدات وإنقاذ الوضع الكارثي الذي وصفته منظمة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين بأنه أسوأ وضع يمكن تخيله على كل الأصعدة، لا غذاء لا ماء لا ملاجئ آمنة لا دواء، قصف متواصل يفتك بكل موقع في غزة وعملية برية بدأت تطوق القطاع. استمرت إسرائيل في رفض مناشدات المنظمات الإنسانية، وضغط الرأي العام حتى في الدول الموالية لها عبر المظاهرات الكثيفة، وتحذيرات المنظمات الطبية بقرب الانهيار التام للمرافق الصحية.


نقول إن تلك المطالب كانت حاضرة منذ بداية الأزمة لكن أمريكا والدول الأوروبية الكبرى كانت منحازة تماماً لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، متجاهلةً الآلاف الذين يموتون تحت القصف، والحصار التام لمليوني إنسان في أسوأ الظروف الإنسانية، لكن مؤخراً وبهمس خجول بدأ مسؤولون أمريكيون يشيرون إلى جحيم غزة ويلمحون إلى أن حق إسرائيل في الدفاع لا يعني شيكاً على بياض. الوضع لم يعد يحتمل التأجيل ليوم واحد، وعلى أمريكا ألا تتجاهل مطالب المجموعة العربية التي اجتمعت مع بلينكن في عمان أو تقلل من خطورة عدم أخذها بجدية على الأقل لفرض هدنة إنسانية وإدخال المساعدات ثم استكمال بقية الخطوات، وإذا حدثت مماطلة أمريكية فهناك قمة عربية ستعقد يوم 11 نوفمبر في الرياض قد تخرج مطالبها بلغة أشد، وربما تنتج عنها مواقف تزيد من التوتر حال استمرار أمريكا في السماح بتمادي إسرائيل في عربدتها، دون اتخاذ موقف يمنع التدهور الخطير للأوضاع في المنطقة.