-A +A
عقل العقل
وبعد انتظار طال على أنصار محور المقاومة وطل علينا سماحة السيد وانصاره، كانت آمالهم مرتفعة بأنه هو المنقذ لأهل غزة من المجازر التي تشن عليهم، سماحته كان أهدأ وأكثر أناقة، وخلف اللحية المشذبة بإتقان كان يخفي الحرج والفضيحة وحالة التوريط التي قدمها حزب الله ومن يقف وراءه لتنظيمات الإسلام السياسي في غزة، وفي المحصلة النهائية الضحايا هم أبناء شعب غزة الفلسطيني، وهذه للأسف ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة في دوامة المقاومة المشروخة.

قبل أسابيع نشرت صوراً للقاء بين نصرالله وقياديين من التنظيمات الإسلامية في غزة، والكثير من السذج صدقوا أن مشاركة حزب الله في الحرب الدائرة على غزة هي مسألة وقت تحددها هذه التنظيمات مع حزب الله، حانت ساعة الحقيقة، وأطل علينا نصرالله في لقاء يبدو أنه مسجل، والجديد هو أن القنوات المحسوبة على محور المقاومة والمدعومة إيرانياً أن البث والجماهير كانت تتابع خطاب السيد في ساحات العواصم العربية والإقليمية، وهذا يأتي تضخيماً للحدث وأهمية المتحدث في هذا الظرف الفلسطيني الصعب، أتوقع أن تلك الجماهير العربية وغيرها عاشت الصدمة من حديث نصرالله الذي حاول أن يبيع عليهم الوهم، آمالهم تبخرت مع نهاية الخطاب الذي يبدو أنه مكتوب في طهران وعلى نصرالله فقط قراءته بدون اجتهادات توريطية، وهذا ما تم الالتزام فيه، لا يكفي الإشادة بمليشيات تابعة لهذا المحور أطلقت طائراتها المسيرة والبعض هددت باستهداف المصالح الأمريكية عن الدور المفترض لعامود المقاومة حزب الله عن أتباع أنصار هذا المحور، بدلاً من الدخول في حرب ومناصرة أهل غزة المستضعفين كما يدعي نصرالله دائماً في خطاباته العنترية نجده يهدد الأساطيل الأمريكية في البحر المتوسط، هذا الهروب يكشف عن خيبة نصرالله ومناصريه ومن يلف لفهم، الآلاف من الصواريخ التي يمتلكها الحزب والمحاربون تلاشوا في لحظة الحقيقة وانصاع السيد لإرادة أسياده، فالشعب والقضية الفلسطينية وما يعانيه شعبها منذ عشرات السنين هي فقط تستخدم لتفجير العالم العربي وخلق حالة من الفوضى والصراع بين شعوب وأنظمة المنطقة العربية بترديد شعارات سياسية تعمل على خلق هذه الحالة من الفراغ السياسي والأمني في العالم العربي، وهذا ما تحقق إلى حد ما في حالة الربيع العربي وعندما وصلت المظاهرات والمطالبات إلى سوريا حليفتهم سقطت شعاراتهم الزائفة وباعوا على أتباعهم أنهم يحاربون المنظمات الإرهابية، والتي لا أشك أن عرابهم الرئيس هو من خلق تلك الحالة من الفوضى وخلط الأوراق في الساحة العربية والسورية خصوصاً.


هل نتعلم الدرس هذه المرة ونترك القيادة الفلسطينية تدير غزة بعيداً عن التنظيمات الإسلامية السياسية، التي للأسف تكرر الأخطاء الجسيمة، ويدفع المدنيون في القطاع ثمن هذه الإدارة المتهورة والبعيدة عن الواقع السياسي في المنطقة، حزب الله باعتقادي سوف تنخفض أسهمه وسمعته التي بناها لسنوات باسم الممانعة وسوف يكون لهذا انعكاسات إيجابية في الداخل اللبناني وعلى مستوى الإقليم ومنها الملف الفلسطيني.