-A +A
خالد السليمان
ساهمت بعض فضائياتنا السعودية ومؤتمراتنا الدينية ومهرجاناتنا الثقافية في إبراز معظم مشاهير دعاة الإسلام السياسي ممن تصدروا وما زالوا يتصدرون المشهد الجماهيري في أزمات العالم العربي، كانوا لدينا دعاة محبة وسلام وتقارب، ثم كشروا عن أنيابهم وبدلوا جلودهم وخلعوا أقنعتهم مع أول شرارة لخريف الفوضى العربي، فقد دقت ساعة القيام بالأدوار الحقيقية، وانقلب أكثرهم على أعقاب ما كانوا عليه وأظهروا ما تكنّه نفوسهم من العداوة والبغضاء تجاه المملكة وشعبها، فقد خيّل إليهم أن ثورات الخريف العربي ستغير كل شيء وستهيئ المسرح ليعتلوه ويديروه ويتحكموا بكل فصوله، ولم يدر بخلدهم أن تتعثر انقلاباتهم وتفشل مخططاتهم، فتعروا ولم يعد بالإمكان العودة لارتداء الثياب الناعمة ولعب دور الحملان الرقيقة وممارسة نفس النفاق والخداع، فالانتهازية في عالم وسائل التواصل الاجتماعي اليوم صالحة للاستعمال لمرة واحدة قبل أن ينتهي مفعولها !

أحد هؤلاء الذين نفخت بوفيهات فنادقنا أجسادهم شبّه قادة حماس بالخلفاء الراشدين في محاولة تبرير ابتعادهم عن خطوط المواجهة مع العدو الإسرائيلي، ونسي أن يبرر لأولادهم الذين يرفلون في نعيم ثروات تجارتهم بينما شباب غزة يواجهون الموت والجوع والعطش كل وقتهم !


كيف خُدعنا بهؤلاء وكيف سمح لهم أن يلبسوا علينا وأن يتصدروا برامج قنواتنا الفضائية ومنصات مؤتمراتنا العلمية وصفوف مهرجاناتنا الثقافية، وأن يستولوا على عقول شبابنا ويعضوا أيادينا ويدنسوا طيبتنا ويلوثوا مروءتنا؟! كيف نجحوا في أن ينخروا جدراننا من الداخل ويغدروا بحسن نوايانا وينقضوا علينا كالكلاب المسعورة لا يحفظون لنا معروفاً ولا يبقون مودة؟!

لم أذكر مرتزقة الإعلام والفن ومشاهير الابتزاز الذين ناصبونا العداء بعد أن حصلوا على شهرتهم وثرواتهم بفضل العمل مع مؤسساتنا الإعلامية والفنية والثقافية، فهم بلا مبادئ باطناً وظاهراً، لكنني أعجب ممن يتلبسون ثياب الدين والتقوى ويتاجرون باسم الله بالخديعة والكذب والزيف والغدر مع الشيطان !

عزاؤنا أننا في عهد تمّت فيه تعرية الفساد والمفسدين من تجار المال وتجار الشعارات، عهد لا يدير خده الأيسر بل يصفع بكفه الأيمن !