يعتقد الكثيرون أن الأحداث المؤسفة والدموية التي تجري حالياً بالضفة الغربية وقطاع غزة قد بدأت مع الساعات الأولى من يوم 7 أكتوبر الماضي، ولا شك أن الآلة الإعلامية الغربية المدفوعة والمتأثرة بالإعلام الإسرائيلي ونفوذه الدولي ترسخ تماماً لتلك الأكذوبة، والتي لم تسعَ بأي صورة لتوضيح طبيعة وتاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، وذلك حتى تتمكن إسرائيل من حصد التعاطف الدولي معها ومع قضيتها وتتمكن من إدانة الجانب الفلسطيني وتصويره على أنه الطرف الدموي الشرس الذي لا يقبل السلام.
لطوفان الأقصى العديد من الأسباب الجوهرية والعميقة التي سبقته، ولعل رد فعل الجانب الفلسطيني لم ينبع فقط من كونه مقاومة للسياسة القاسية التي تتبعها إسرائيل ضدهم، بل تتضمن أموراً أعمق وأكبر بكثير من ذلك، فالأحداث الأخيرة هي جزء من مقاومة الفلسطينيين لحلم إسرائيل الكبرى والذي ترغب إسرائيل في تحقيقه على حساب السكان الأصليين، ولا شك أن غزة هي المحطة الأولى التي تبدأ من عندها رحلة تحقيق تلك الأحلام، ومن هنا نبعت مقاومة الفلسطينيين لها.
يعلم العالم بأكمله أن رئيس الوزراء الحالي نتنياهو لم يصل للسلطة من خلال الأغلبية المطلقة لحزبه، لذلك فقد اضطر إلى عقد ائتلاف مع اليمين المتطرف، والذي لم يكن أمامه سوى مغازلته من خلال إطلاق التصريحات المستفزة لمشاعر العرب والفلسطينيين بين الحين والآخر، ولعل أشهر تصريحات نتنياهو التي أدلى بها عقب وصوله للسلطة أن إسرائيل لن تقبل بحل الدولتين، وأن السلطة الفلسطينية يجب أن تتخلى عن تلك الفكرة تماماً، وعليها أن تؤمن بأنها سلطتها لا تتعدى طبيعة سلطة الحكم الذاتي داخل حدود إسرائيل، وفي خطاب له في الأمم المتحدة قبل شهر من أحداث السابع من أكتوبر، عرض نتنياهو رؤية إسرائيل لمنطقة الشرق الأوسط الجديد؛ حيث قام بعرض خريطة لم تتضمن أدنى إشارة سواء لقطاع غزة أو للضفة الغربية، حتى إن هذا الموقف المستفز حدا بخارجية ألمانيا إلى تقديم اعتراض على خطاب نتنياهو.
بالقليل من التأمل في بعض ما يجري حالياً وما سبقه من أحداث وتصريحات مع ربط كل ذلك بمحاولة فهم العقلية الإسرائيلية وطبيعة سياستها، يتضح أن الهدف من كل ذلك هو إعادة ترتيب البيت الإسرائيلي على النحو الذي يحقق طموحات قادته التاريخيين والحاليين، وبما يعيد تشكيل منطقة الشرق الأوسط لتخدم سياسات إسرائيل فحسب مضحية بمصالح كافة الشعوب العربية، ولهذا لم أتعجب كثيراً من التصريحات المستفزة العديدة التي أطلقها نتنياهو بعد أحداث 7 أكتوبر من أنه بعد انتهاء هذه الحرب سيتشكل شرق أوسط جديد، ولا شك أن هذه التصريحات تتسق تماماً مع توجهات الإدارة الأمريكية الحالية.
في كل يوم ترتكب إسرائيل مجازر متعمدة ضد المدنيين الفلسطينيين سواء في قطاع غزة وفي الضفة الغربية أيضاً، وقد بلغ عدد الشهداء من المدنيين ما تجاوز العشرة آلاف فلسطيني حتى اللحظة الراهنة، ويدعي الجيش الإسرائيلي أن هذه الضربات المتتالية والمدمرة لسكان قطاع غزة العزل هي رسالة موجهة لحماس، وكم كنت أتمنى أن تكون الحكومة الإسرائيلية أكثر صراحة لتقول إنها رسالة متعمدة لسكان غزة وليس لحماس فقط، ففي كل يوم تطلب إسرائيل من السكان مغادرة القطاع، للدرجة التي جعلتها تستجدي بعض دول الجوار لاستقبالهم، لذلك فهذه المجازر هي رسالة لسكان غزة بضرورة رحيلهم عنها، ولتحذرهم من أن بقاءهم في القطاع يعني فناءهم.
تعتقد إسرائيل أن قيامها بهذه المجازر عمداً ستدفع دول العالم لاستضافتهم كما حدث للكثير من السوريين خلال الحرب الأهلية التي مرت بها مؤخراً، وكل ذلك ليتم تفريغ القطاع من سكانه ويسهل بالتالي احتلاله ومن ثم منع هؤلاء المهجّرين من سكان غزة من العودة لديارهم، كما حدث للفلسطينيين بعد حرب العام 1948، ولعل تصريح وزير التراث الإسرائيلي قبل أيام بضرورة قتل الفلسطينيين بقنبلة نووية وإحلالهم بالمستوطنين اليهود يوضح بجلاء لا لبس فيه ما تسعى إليه إسرائيل.
لم ينسَ يوماً قادة إسرائيل حلمهم بإقامة إسرائيل الكبرى، وهم على يقين تام من أن تحقيق هذا الحلم لن يتأتى بين يوم وليلة، بل سيستغرق الكثير من الوقت والجهود، إلا أن المعضلة الأساسية والعقبة التي تحول دون تحقيقهم لحلمهم تكمن في المقاومة الفلسطينية، وبالتالي لا حل أمامهم سوى القضاء عليها بغاية القسوة والعنف، وهو ما ينعكس بوضوح في سعيهم لاستهداف النساء والأطفال تحديداً للتخلص مبكراً من الأجيال الحالية بل والمستقبلية أيضاً، فقد يتحول هؤلاء الأطفال في المستقبل لجنود يدافعون عن أرضهم، لذلك فقتلهم في المهد سيحقق هدفهم الخبيث ويصبح أول دعامة في تحقيق حلم إسرائيل الكبرى.
لطوفان الأقصى العديد من الأسباب الجوهرية والعميقة التي سبقته، ولعل رد فعل الجانب الفلسطيني لم ينبع فقط من كونه مقاومة للسياسة القاسية التي تتبعها إسرائيل ضدهم، بل تتضمن أموراً أعمق وأكبر بكثير من ذلك، فالأحداث الأخيرة هي جزء من مقاومة الفلسطينيين لحلم إسرائيل الكبرى والذي ترغب إسرائيل في تحقيقه على حساب السكان الأصليين، ولا شك أن غزة هي المحطة الأولى التي تبدأ من عندها رحلة تحقيق تلك الأحلام، ومن هنا نبعت مقاومة الفلسطينيين لها.
يعلم العالم بأكمله أن رئيس الوزراء الحالي نتنياهو لم يصل للسلطة من خلال الأغلبية المطلقة لحزبه، لذلك فقد اضطر إلى عقد ائتلاف مع اليمين المتطرف، والذي لم يكن أمامه سوى مغازلته من خلال إطلاق التصريحات المستفزة لمشاعر العرب والفلسطينيين بين الحين والآخر، ولعل أشهر تصريحات نتنياهو التي أدلى بها عقب وصوله للسلطة أن إسرائيل لن تقبل بحل الدولتين، وأن السلطة الفلسطينية يجب أن تتخلى عن تلك الفكرة تماماً، وعليها أن تؤمن بأنها سلطتها لا تتعدى طبيعة سلطة الحكم الذاتي داخل حدود إسرائيل، وفي خطاب له في الأمم المتحدة قبل شهر من أحداث السابع من أكتوبر، عرض نتنياهو رؤية إسرائيل لمنطقة الشرق الأوسط الجديد؛ حيث قام بعرض خريطة لم تتضمن أدنى إشارة سواء لقطاع غزة أو للضفة الغربية، حتى إن هذا الموقف المستفز حدا بخارجية ألمانيا إلى تقديم اعتراض على خطاب نتنياهو.
بالقليل من التأمل في بعض ما يجري حالياً وما سبقه من أحداث وتصريحات مع ربط كل ذلك بمحاولة فهم العقلية الإسرائيلية وطبيعة سياستها، يتضح أن الهدف من كل ذلك هو إعادة ترتيب البيت الإسرائيلي على النحو الذي يحقق طموحات قادته التاريخيين والحاليين، وبما يعيد تشكيل منطقة الشرق الأوسط لتخدم سياسات إسرائيل فحسب مضحية بمصالح كافة الشعوب العربية، ولهذا لم أتعجب كثيراً من التصريحات المستفزة العديدة التي أطلقها نتنياهو بعد أحداث 7 أكتوبر من أنه بعد انتهاء هذه الحرب سيتشكل شرق أوسط جديد، ولا شك أن هذه التصريحات تتسق تماماً مع توجهات الإدارة الأمريكية الحالية.
في كل يوم ترتكب إسرائيل مجازر متعمدة ضد المدنيين الفلسطينيين سواء في قطاع غزة وفي الضفة الغربية أيضاً، وقد بلغ عدد الشهداء من المدنيين ما تجاوز العشرة آلاف فلسطيني حتى اللحظة الراهنة، ويدعي الجيش الإسرائيلي أن هذه الضربات المتتالية والمدمرة لسكان قطاع غزة العزل هي رسالة موجهة لحماس، وكم كنت أتمنى أن تكون الحكومة الإسرائيلية أكثر صراحة لتقول إنها رسالة متعمدة لسكان غزة وليس لحماس فقط، ففي كل يوم تطلب إسرائيل من السكان مغادرة القطاع، للدرجة التي جعلتها تستجدي بعض دول الجوار لاستقبالهم، لذلك فهذه المجازر هي رسالة لسكان غزة بضرورة رحيلهم عنها، ولتحذرهم من أن بقاءهم في القطاع يعني فناءهم.
تعتقد إسرائيل أن قيامها بهذه المجازر عمداً ستدفع دول العالم لاستضافتهم كما حدث للكثير من السوريين خلال الحرب الأهلية التي مرت بها مؤخراً، وكل ذلك ليتم تفريغ القطاع من سكانه ويسهل بالتالي احتلاله ومن ثم منع هؤلاء المهجّرين من سكان غزة من العودة لديارهم، كما حدث للفلسطينيين بعد حرب العام 1948، ولعل تصريح وزير التراث الإسرائيلي قبل أيام بضرورة قتل الفلسطينيين بقنبلة نووية وإحلالهم بالمستوطنين اليهود يوضح بجلاء لا لبس فيه ما تسعى إليه إسرائيل.
لم ينسَ يوماً قادة إسرائيل حلمهم بإقامة إسرائيل الكبرى، وهم على يقين تام من أن تحقيق هذا الحلم لن يتأتى بين يوم وليلة، بل سيستغرق الكثير من الوقت والجهود، إلا أن المعضلة الأساسية والعقبة التي تحول دون تحقيقهم لحلمهم تكمن في المقاومة الفلسطينية، وبالتالي لا حل أمامهم سوى القضاء عليها بغاية القسوة والعنف، وهو ما ينعكس بوضوح في سعيهم لاستهداف النساء والأطفال تحديداً للتخلص مبكراً من الأجيال الحالية بل والمستقبلية أيضاً، فقد يتحول هؤلاء الأطفال في المستقبل لجنود يدافعون عن أرضهم، لذلك فقتلهم في المهد سيحقق هدفهم الخبيث ويصبح أول دعامة في تحقيق حلم إسرائيل الكبرى.