-A +A
خالد السليمان
أظن أن رئيسة هيئة حقوق الإنسان د. هلا التويجري، كانت في حالة ثقة تامة وهي تتحدث في كلمتها أمام المؤتمر الدولي حول المرأة في الإسلام (المكانة والتمكين)، عن الإصلاحات التي قامت بها المملكة لتعزيز وتمكين وحماية حقوق المرأة في السعودية، فالشواهد التي تعزز مصداقية كلمتها ماثلة ومشهودة على كافة المستويات في المجتمع وقطاعات الأعمال المختلفة !

لن أكرر ما استشهدت به د. التويجري من أرقام وبيانات لهذه الإصلاحات وآثارها، فهناك واقع نعيشه نحن السعوديين لا يحتاج لأرقام وبيانات لإثباته، فالمرأة السعودية التي انحصر دورها في المجتمع وقطاعات الأعمال سابقاً في مجالات محددة، انطلقت مع انطلاق الرؤية الطموحة نحو آفاق رحبة، وبرهنت سريعاً على كفاءة وجدارة لدخول أي مجال وتولي أي وظيفة !


اللافت أن المرأة السعودية لم تنتظر طويلاً لتتعايش مع التحول الذي شهدته البلاد وملء المساحات التي أتيحت لها، فقد سارعت لتضع بصمتها وتنتزع جدارتها، وتلك المرأة التي كنا لا نراها إلا في قطاعات محددة كالتعليم والصحة والرعاية الأسرية، باتت اليوم تتواجد في جميع القطاعات بل وتتصدر في كثير من المواقع القيادية !

وعندما أنظر إلى ابنتي الشابتين وبعض بنات أقاربي، وهن يتقدمن لشغل وظائف لم تكن تحلم بها أجيال سبقت، فإنني أدرك مقدار التغيير الحاصل وقيمة الكفاءة التي تم بها هذا التغيير، وحجم الثقة التي تملكت عراب الرؤية والتحول والتغيير الأمير محمد بن سلمان، وهو يضع المرأة السعودية في قلب رؤيته الطموحة وأحد أهم محركاتها وأدوات تحقيقها !

هذه الثقة لم تنبع من اجتهاد أو مغامرة، بل من إيمان عميق بقدرة المرأة السعودية على المساهمة في بناء الحاضر ورسم المستقبل، كان رهاناً كسبه الأمير الواثق بشعبه خلال زمن قياسي، مما يعني أن المرأة السعودية لم تكن تحتاج سوى للفرصة والتمكين لتضع قدراتها وطاقاتها في خدمة وطنها بدل تعطيلها !

باختصار.. لم تعد المرأة السعودية بحاجة لحماية أحد، فهي تعرف حقوقها وتحميها، ولم تعد بحاجة لشهادة من أحد فهي تشهد لنفسها !