من أخطر ما أفرزته حرب إسرائيل على قطاع غزة تحويلها إلى حرب هويات دينية، والمظلومون فيها اليهود بحسب معايير الغرب. كان أول من عبّر عن ذلك وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في زيارته الأولى لإسرائيل فور اندلاع الحرب، وتبعه الرئيس بايدن، وكثير من قادة الدول الأوروبية، ومنظماتها وإعلامها. وأصبح الذين يتحدثون عن وحشية وبشاعة ما تفعله إسرائيل في غزة وينشرون المقاطع المصورة التي توثق ذلك، معادين للسامية وعنصريين ضد اليهود، ومروجين لكراهيتهم، ولا بد من إدانتهم والضغط عليهم للتوقف عن قول الحقيقة.
الحملة التي تعرض لها إيلون ماسك (مالك منصة X) مؤخراً تمثِّل أكبر تجليات المغالطة والانحياز ومصادرة حرية الرأي والتعبير التي تتشدق بها أمريكا ودول الغرب. ماسك لم يفعل شيئاً سوى إتاحة المنصة لنشر كل الآراء والمعلومات والأخبار من كل الأطراف كمنبر حر، لكنهم تربصوا به واستغلوا تعليقاً له على منشور بخصوص اليهود ليفتحوا عليه بوابة الجحيم باتهامه فتح المنصة للمشتركين لرفع مقاطع ومنشورات مؤيدة للنازية والفاشية ومعاداة السامية. هذه التهمة لم تطلقها إسرائيل أو أي منظمة يهودية في العالم، بل تبرع بها البيت الأبيض عبر بيان رسمي نشرته صحيفة الجارديان يوم الجمعة، من ضمن ما جاء فيه: «ندين هذا الترويج البغيض للكراهية العنصرية والمعادية للسامية بأشد العبارات، والذي يتعارض مع قيمنا الأساسية كأمريكيين، ومن غير المقبول تكرار الكذبة البشعة وراء أكثر أعمال معاداة السامية فتكاً في التاريخ في أي وقت، ناهيك عن مرور شهر واحد على اليوم الأكثر دموية للشعب اليهودي منذ المحرقة».
العبارة الأخيرة في البيان المقتبس هي بيت القصيد، وهي الإشارة الى «مرور شهر على اليوم الأكثر دموية للشعب اليهودي منذ المحرقة». البيت الأبيض تألم ليوم دموي واحد تعرضت له إسرائيل، ولم يتألم لأكثر من شهر تعرض فيه سكان غزة ولا يزالون لإحدى أبشع الإبادة الجماعية في التأريخ، بل إنه لم يكترث بما يتعرض له الشعب الفلسطيني من جرائم لدولة احتلال على مدى ثمانية عقود. وبناءً على هذا التحريض الرسمي على إيلون ماسك بدأت كبرى شركات أمريكا وأوروبا بتعليق إعلاناتها في منصة X، وطلب الاتحاد الأوروبي من جميع الخدمات التنفيذية في الاتحاد التوقف عن عرض الإعلانات فيها.
هذا الموقف الصارخ تجاه ماسك هو الذي يكشف زيف القيم التي تدعيها أمريكا والدول الأوروبية عندما يتعلق الأمر بمصالحها، وإسرائيل من أهم مصالحها الاستراتيجية، تذكروا فقط الرئيس بايدن عندما قال: لو لم تكن إسرائيل موجودة لأوجدناها.
أمريكا تحاول امتطاء حرب غزة لتمييع القضية الجوهرية المتمثلة في احتلال أرض وتهجير شعب واغتصاب حقه التأريخي في البقاء فيها، وتهميش التنكيل الذي تمارسه إسرائيل الآن بقطاع غزة، تحاول تغيير ذلك إلى حرب هويات دينية لطمس الواقع وتكريس فكرة جديدة تحمل الكثير من الخطورة.
الحملة التي تعرض لها إيلون ماسك (مالك منصة X) مؤخراً تمثِّل أكبر تجليات المغالطة والانحياز ومصادرة حرية الرأي والتعبير التي تتشدق بها أمريكا ودول الغرب. ماسك لم يفعل شيئاً سوى إتاحة المنصة لنشر كل الآراء والمعلومات والأخبار من كل الأطراف كمنبر حر، لكنهم تربصوا به واستغلوا تعليقاً له على منشور بخصوص اليهود ليفتحوا عليه بوابة الجحيم باتهامه فتح المنصة للمشتركين لرفع مقاطع ومنشورات مؤيدة للنازية والفاشية ومعاداة السامية. هذه التهمة لم تطلقها إسرائيل أو أي منظمة يهودية في العالم، بل تبرع بها البيت الأبيض عبر بيان رسمي نشرته صحيفة الجارديان يوم الجمعة، من ضمن ما جاء فيه: «ندين هذا الترويج البغيض للكراهية العنصرية والمعادية للسامية بأشد العبارات، والذي يتعارض مع قيمنا الأساسية كأمريكيين، ومن غير المقبول تكرار الكذبة البشعة وراء أكثر أعمال معاداة السامية فتكاً في التاريخ في أي وقت، ناهيك عن مرور شهر واحد على اليوم الأكثر دموية للشعب اليهودي منذ المحرقة».
العبارة الأخيرة في البيان المقتبس هي بيت القصيد، وهي الإشارة الى «مرور شهر على اليوم الأكثر دموية للشعب اليهودي منذ المحرقة». البيت الأبيض تألم ليوم دموي واحد تعرضت له إسرائيل، ولم يتألم لأكثر من شهر تعرض فيه سكان غزة ولا يزالون لإحدى أبشع الإبادة الجماعية في التأريخ، بل إنه لم يكترث بما يتعرض له الشعب الفلسطيني من جرائم لدولة احتلال على مدى ثمانية عقود. وبناءً على هذا التحريض الرسمي على إيلون ماسك بدأت كبرى شركات أمريكا وأوروبا بتعليق إعلاناتها في منصة X، وطلب الاتحاد الأوروبي من جميع الخدمات التنفيذية في الاتحاد التوقف عن عرض الإعلانات فيها.
هذا الموقف الصارخ تجاه ماسك هو الذي يكشف زيف القيم التي تدعيها أمريكا والدول الأوروبية عندما يتعلق الأمر بمصالحها، وإسرائيل من أهم مصالحها الاستراتيجية، تذكروا فقط الرئيس بايدن عندما قال: لو لم تكن إسرائيل موجودة لأوجدناها.
أمريكا تحاول امتطاء حرب غزة لتمييع القضية الجوهرية المتمثلة في احتلال أرض وتهجير شعب واغتصاب حقه التأريخي في البقاء فيها، وتهميش التنكيل الذي تمارسه إسرائيل الآن بقطاع غزة، تحاول تغيير ذلك إلى حرب هويات دينية لطمس الواقع وتكريس فكرة جديدة تحمل الكثير من الخطورة.