التغيير ظاهرة نشاهدها بوضوح عند الأحداث الكبرى، لأنه من الطبيعي أن الأحداث تظهر ضرورة التغيير كما تحفز قدرة الناس على التفاعل والتعامل مع الحدث بما يتطلبه الموقف. غير أن كثيراً من الناس في مجتمعاتنا الإسلامية لا يستطيعون أو لا يرغبون في النظر للمتغيرات، سواء السياسية أو الاقتصادية أو العلمية. ويصدق ذلك على المحافظين أو الليبراليين من كل الفئات. وكأن موروث الجمود جزء لا يتجزأ من جيناتهم الوراثية. ففي أحداث طوفان الأقصى نجد بعضاً من الكتّاب والمهتمين بالمستجدات لا يزال على قناعات محددة نتيجة لمعطيات قد يكون الحدث قد تجاوزها. يقول المفكر السعودي إبراهيم البليهي «الإنسان لا يتعامل مع الأحداث والأشخاص ومع الواقع برؤية موضوعية وإنما لديه تصورات مسبقة تحدد رؤيته ومواقفه، ففي كل حرب أو منافسة أو صراع أو سباق أو نقاش أو جدال أو أي اختلاف: يكون كل طرف مقتنعاً بشكل مطلق بأنه على الحق فيكون هدفه هو التغلب وليس تحري الحقيقة والالتزام بها».
الخطورة لا تقتصر عند الجمود والرؤية غير الموضوعية عند هؤلاء، إنما تتعدى ذلك إلى قناعتهم بأنهم يملكون الحقيقة والرغبة في فرضها وسردها على الجميع. حيث نجد أقوالهم ما هي إلا تكرار لقناعاتهم ومفاهيمهم التي سبق ترديدها ولا جديد فيها. ويحضرني قول المفكر السعودي الأستاذ إبراهيم البليهي في مقاله الإنسان كائن تبريري، الذي جاء فيه «ينبه فيلسوف العلوم كارل بوبر: بأن كل الحجج العقلانية وجميع البراهين العلمية لن تؤثر على العقول التي لها مواقف مسبقة أو تصورات مستقرة أو رغبات ذاتية، فالإنسان كائن تبريري، إنه يبرر لنفسه أي فعل ويلوي الوقائع لتتلاءم مع ما يريده».
لا شك أن أغلال الذهن التي تؤثر في تصوراته وقناعته هي أشد وطأة وأثقل حملاً على الإنسان من قيود المكان والزمان والحركة.
هذه الأغلال تؤثر في فكر الإنسان وكثير من الوظائف الحيوية التي يقوم بها عقل الإنسان بشكل يومي، مثل الحوار، والتفكير، والمناقشة، والذكاء، والذاكرة، والتحليل، والوظائف الخاصة بالانفعالات العاطفية، وغير ذلك من وظائف معنوية يقوم بها العقل. هذه الأغلال هي التي تخلق التطرف الفكري الذي في حقيقته ليس حكراً على المتطرفين دينياً. حيث ارتبط عادة في الأذهان بالتدين، وبالمغالاة في الأفكار الدينية التي لاحقاً تصل إلى دوامة العنف والإرهاب وسفك الدماء، لكن الحقيقة أن التطرف ليس مقصوراً على الأفكار الدينية ولكنه يمتد أيضاً للأفكار العلمانية وخاصة على اليمين العلماني المتطرف وكذلك اليسار المتطرف منه.
أظهرت الأحداث ظاهرة التطرف الفكري والبعد الموضوعي في كثير من وسائل التواصل الاجتماعي وعلى مستوى الإعلام المرئي والمقروء والمسموع، كما أوضحت المتغيرات وجود مشاكل بنيوية في العقل العربي. لهذا فنحن اليوم في حاجة ماسة إلى وجود مراكز دراسات وبحوث وخطط واستراتيجيات، فالتطرف قضية مجتمع تحتاج لأدوات وآليات ووسائل عديدة للتخفيف من حدتها.
إن البعد عن التعصب لفكرة ما، البداية الصحيحة على المستوى الشخصي للتغلب عن هذا الإغلاق الذهني. والاهتمام بالقيم الإنسانية وإعلاء شأنها. واكتساب المهارات الجديدة وتقبل التغيير، كل ذلك خطوات في الانعتاق من أغلال الذهن.
الخطورة لا تقتصر عند الجمود والرؤية غير الموضوعية عند هؤلاء، إنما تتعدى ذلك إلى قناعتهم بأنهم يملكون الحقيقة والرغبة في فرضها وسردها على الجميع. حيث نجد أقوالهم ما هي إلا تكرار لقناعاتهم ومفاهيمهم التي سبق ترديدها ولا جديد فيها. ويحضرني قول المفكر السعودي الأستاذ إبراهيم البليهي في مقاله الإنسان كائن تبريري، الذي جاء فيه «ينبه فيلسوف العلوم كارل بوبر: بأن كل الحجج العقلانية وجميع البراهين العلمية لن تؤثر على العقول التي لها مواقف مسبقة أو تصورات مستقرة أو رغبات ذاتية، فالإنسان كائن تبريري، إنه يبرر لنفسه أي فعل ويلوي الوقائع لتتلاءم مع ما يريده».
لا شك أن أغلال الذهن التي تؤثر في تصوراته وقناعته هي أشد وطأة وأثقل حملاً على الإنسان من قيود المكان والزمان والحركة.
هذه الأغلال تؤثر في فكر الإنسان وكثير من الوظائف الحيوية التي يقوم بها عقل الإنسان بشكل يومي، مثل الحوار، والتفكير، والمناقشة، والذكاء، والذاكرة، والتحليل، والوظائف الخاصة بالانفعالات العاطفية، وغير ذلك من وظائف معنوية يقوم بها العقل. هذه الأغلال هي التي تخلق التطرف الفكري الذي في حقيقته ليس حكراً على المتطرفين دينياً. حيث ارتبط عادة في الأذهان بالتدين، وبالمغالاة في الأفكار الدينية التي لاحقاً تصل إلى دوامة العنف والإرهاب وسفك الدماء، لكن الحقيقة أن التطرف ليس مقصوراً على الأفكار الدينية ولكنه يمتد أيضاً للأفكار العلمانية وخاصة على اليمين العلماني المتطرف وكذلك اليسار المتطرف منه.
أظهرت الأحداث ظاهرة التطرف الفكري والبعد الموضوعي في كثير من وسائل التواصل الاجتماعي وعلى مستوى الإعلام المرئي والمقروء والمسموع، كما أوضحت المتغيرات وجود مشاكل بنيوية في العقل العربي. لهذا فنحن اليوم في حاجة ماسة إلى وجود مراكز دراسات وبحوث وخطط واستراتيجيات، فالتطرف قضية مجتمع تحتاج لأدوات وآليات ووسائل عديدة للتخفيف من حدتها.
إن البعد عن التعصب لفكرة ما، البداية الصحيحة على المستوى الشخصي للتغلب عن هذا الإغلاق الذهني. والاهتمام بالقيم الإنسانية وإعلاء شأنها. واكتساب المهارات الجديدة وتقبل التغيير، كل ذلك خطوات في الانعتاق من أغلال الذهن.