حسب عدة دراسات أحدثت صدمة في الوسط الطبي فالنساء في تخصص الجراحة يحققن نتائج أفضل من الرجال؛ فنسبة نجاح العمليات التي تقوم بها الطبيبات الجرّاحات أكبر، ونسبة حصول مضاعفات جانبية ووفيات وفترة البقاء في المستشفى أقل. ونتائج هذه الدراسات ذكرتني بتصريح للشيخ عثمان الخميس في مقطع متداول بكثافة يقول فيه إنه لا توجد طبيبة جرّاحة واحدة بالعالم تصل إلى درجة مهارة الجرّاحين الرجال لأن النساء تغلبهن العاطفة، والمفارقة بين الحقيقة حول قدرات النساء المتفوقة والمنظور النمطي العنصري الدوني الشائع والموروث في هذا المجال تنطبق على كل مجالات المنظور العنصري الدوني للنساء وماهيتهن وقدراتهن، مع العلم أن الرجال أيضاً عاطفيون ومركز العاطفة في أدمغة الرجال والنساء هو المركز ذاته، والفئة الوحيدة العقلانية بشكل كامل وغير العاطفية هم المصابون بمرض السيكوباتية من الجنسين الذي يجعلهم بلا رحمة ولا ضمير أخلاقي ولا حب وذلك بسبب ضمور مركز المعالجات العاطفية في أدمغتهم، والعاطفة من أنواع الذكاء ولذا علمياً تسمى «الذكاء العاطفي» فهو إن كان زائداً لدى إنسان من الجنسين فهذا معناه أنه أكثر ذكاء من غيره مما يمنحه مهارة وقدرات أفضل من غيره، وحسب الدراسات فسبب تفوق الطبيبات الجرّاحات على الرجال هو تقنيات عملهن الجراحي وتجنبهن للتهور، والمتابعة الشخصية الحثيثة للمرضى قبل وبعد العمليات، وأيضاً إحدى الدراسات وجدت أن نسبة وفيات النساء تكون أكبر عندما يكون الجرّاح رجلاً بسبب المنظور العنصري النمطي تجاه شكوى النساء الذي يؤدي لإهمال شكواهن، ونتائج هذه الدراسات يجب أن تكون مؤثرة في تغيير الواقع غير العادل الذي تواجهه المتخصصات بالجراحة حيث تميل المستشفيات لتفضيل توظيف الجرّاحين الرجال وترقيتهم ومنحهم فرصاً أكبر ورواتب أكبر بسبب المنظور النمطي العنصري الذي يعتقد أن الرجال أفضل من النساء بتخصص الجراحة، كما أن نتائج هذه الدراسات تحتّم على الأطباء الرجال لمصلحة صحة وحياة المرضى التعلم من النساء، وتكبّرهم على التعلم من النساء يعني متابعة تسببهم بنسبة أكبر في وفيات المرضى والمضاعفات الجانبية التي تسبب لهم الإعاقة والمعاناة طوال حياتهم، وهذه الحقيقة تبيّن كم خسرت البشرية عبر تاريخها بحرمان النساء من فرصهن العادلة بالتعليم والعمل والشأن العام وحبسهن في صندوق أهواء السيطرة الذكورية السامة، ومثال آخر على قدرات النساء بمجال آخر أيضاً هناك قناعة تقليدية عنصرية نمطية سلبية فيه عن النساء وهو مجال المال والأعمال والإدارة حيث أظهرت دراسة لأكبر 500 شركة أمريكية للفترة 2001 - 2004 أن الشركات التي لديها أعلى نسبة من المديرات كانت أكثر ربحية وكفاءة من التي لديها أدنى نسبة من النساء بمجلس الإدارة «2011. Catalyst» والسبب هو نمط إدارة النساء الذي يتسم بالديمقراطية/الشورية ومراعاة الجوانب المعنوية والإنسانية للموظفين مما يستخرج منهم الأفضل ويرفع كفاءتهم وإنتاجيتهم، ولذا المؤسسات والدول التي لا تمنح النساء المساواة في فرص التعليم والعمل والشأن العام تتسبب في خسائر عامة من كل وجه وللجميع وليس فقط النساء.