في أيامٍ متقاربة، فازت السعودية بعرض استضافة كأس العالم لكرة القدم عام ٢٠٣٤، وتنظيم إكسبو ٢٠٣٠، بما يكرس موقعها الريادي في العالم وقوتها الناعمة الكبرى فيه.
عبارة القوة الناعمة (soft power) كما هو معروف ترجع إلى عالم السياسة الأمريكي جوزيف ناي، ويُعنى بها موارد القوة غير الخشنة (من ماكينة عسكرية وقدرات اقتصادية وتكنولوجية) التي تكفل التأثير والاستقطاب دون آليات قسرية مفروضة. ففي عصر العولمة لم تعد الثروة الاقتصادية ولا المخزون العسكري كافيين للقوة والريادة، بل لا بد أن تواكبهما القدرة الفعلية على استخدام قنوات التفاعل والتكامل في النظام المقترن والمتداخل للعلاقات الدولية.
كان ناي يرى أن الولايات المتحدة الأمريكية تجمع بين القوة الخشنة والقوة الناعمة التي تتجسد أساساً في نظامها السياسي (الديمقراطية التعددية والإعلام الحر والقوانين العادلة) وثقافتها الرائدة المصدِّرة للخارج وفنها الرائج المنتشر.
ولا شك أن السعودية من أكثر البلدان قوة ناعمة تتمثل في مؤشرات كثيرة؛ من بينها المكانة الدينية الرمزية من حيث هي قبلة أكثر من مليار مسلم، والشخصية الثقافية المتوازنة والإبداع المتنوع والأمن الاجتماعي والفاعلية الجيوسياسية وسياسات التضامن الإنساني السخي.
قبل سنوات، كانت صورة المملكة يعتريها بعض التشويه الناتج عن نظم ومسلكيات معروفة هي من قبيل العادات أكثر من كونها خيارات عُليا، إلا أن خطوات الإصلاح المتسارعة التي عرفتها البلاد في السنوات الماضية أزالت نهائياً تلك التشوهات. رفعت كل القيود على حرية المرأة وعزز دورها في كل مستويات الحياة العامة، وتوطد الانفتاح الثقافي على العالم، ووضع الترفيه في صدارة السياسات العمومية، وخصص للرياضة بمختلف صنوفها اهتمام غير مسبوق.
لم تعد السعودية مجرد الوجهة الدينية لمسلمي العالم (وإن كانت إجراءات العمرة والحج بسطت وسهلت إلى أبعد مدى)، بل غدت أيضاً من مراكز الجذب السياحي الكبرى لسكان المعمورة الباحثين عن حضارة الصحراء والمواقع الأثرية القديمة والمنشآت العمرانية الأكثر حداثةً وتقدماً.
فلا غرو أن تحصد السعودية في أسابيع متتالية هذه الانتصارات الديبلوماسية الكبرى، باستضافتها لأكبر معرض عالمي ولأهم حدث رياضي كوني.
لقد أكد ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، مراراً، أن البلاد قررت الانتقال إلى آفاق جديدة، تضمن لها تنويع مصادر دخلها، وتُمكّنها من انتزاع موقعها المستحق في دائرة الأمم المتقدمة.
وهكذا بعد أن أصبحت السعودية نشطة في المجموعة العشرين الأغنى في العالم، ها هي تتهيأ للانضمام إلى كتلة القوى الصاعدة المعروفة بـ(البريكس)، بما يشير إلى صلابة قوتها الناعمة على الأصعدة الإستراتيجية والديبلوماسية والاقتصادية المختلفة التي تتشكل منها عادة فاعلية التأثير والاستقطاب.
مع تزايد أزمات العالم العربي وتفاقم أوضاعه، تظل القوة الناعمة السعودية ضمانة للاستقرار والسلم والرفاهية، وقد ظهر هذا الدور خلال حرب غزة الأخيرة؛ التي بينت للجميع أن القيادة السعودية للنظام العربي حقيقة راسخة تستند إلى مقومات موضوعية صلبة.
عبارة القوة الناعمة (soft power) كما هو معروف ترجع إلى عالم السياسة الأمريكي جوزيف ناي، ويُعنى بها موارد القوة غير الخشنة (من ماكينة عسكرية وقدرات اقتصادية وتكنولوجية) التي تكفل التأثير والاستقطاب دون آليات قسرية مفروضة. ففي عصر العولمة لم تعد الثروة الاقتصادية ولا المخزون العسكري كافيين للقوة والريادة، بل لا بد أن تواكبهما القدرة الفعلية على استخدام قنوات التفاعل والتكامل في النظام المقترن والمتداخل للعلاقات الدولية.
كان ناي يرى أن الولايات المتحدة الأمريكية تجمع بين القوة الخشنة والقوة الناعمة التي تتجسد أساساً في نظامها السياسي (الديمقراطية التعددية والإعلام الحر والقوانين العادلة) وثقافتها الرائدة المصدِّرة للخارج وفنها الرائج المنتشر.
ولا شك أن السعودية من أكثر البلدان قوة ناعمة تتمثل في مؤشرات كثيرة؛ من بينها المكانة الدينية الرمزية من حيث هي قبلة أكثر من مليار مسلم، والشخصية الثقافية المتوازنة والإبداع المتنوع والأمن الاجتماعي والفاعلية الجيوسياسية وسياسات التضامن الإنساني السخي.
قبل سنوات، كانت صورة المملكة يعتريها بعض التشويه الناتج عن نظم ومسلكيات معروفة هي من قبيل العادات أكثر من كونها خيارات عُليا، إلا أن خطوات الإصلاح المتسارعة التي عرفتها البلاد في السنوات الماضية أزالت نهائياً تلك التشوهات. رفعت كل القيود على حرية المرأة وعزز دورها في كل مستويات الحياة العامة، وتوطد الانفتاح الثقافي على العالم، ووضع الترفيه في صدارة السياسات العمومية، وخصص للرياضة بمختلف صنوفها اهتمام غير مسبوق.
لم تعد السعودية مجرد الوجهة الدينية لمسلمي العالم (وإن كانت إجراءات العمرة والحج بسطت وسهلت إلى أبعد مدى)، بل غدت أيضاً من مراكز الجذب السياحي الكبرى لسكان المعمورة الباحثين عن حضارة الصحراء والمواقع الأثرية القديمة والمنشآت العمرانية الأكثر حداثةً وتقدماً.
فلا غرو أن تحصد السعودية في أسابيع متتالية هذه الانتصارات الديبلوماسية الكبرى، باستضافتها لأكبر معرض عالمي ولأهم حدث رياضي كوني.
لقد أكد ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، مراراً، أن البلاد قررت الانتقال إلى آفاق جديدة، تضمن لها تنويع مصادر دخلها، وتُمكّنها من انتزاع موقعها المستحق في دائرة الأمم المتقدمة.
وهكذا بعد أن أصبحت السعودية نشطة في المجموعة العشرين الأغنى في العالم، ها هي تتهيأ للانضمام إلى كتلة القوى الصاعدة المعروفة بـ(البريكس)، بما يشير إلى صلابة قوتها الناعمة على الأصعدة الإستراتيجية والديبلوماسية والاقتصادية المختلفة التي تتشكل منها عادة فاعلية التأثير والاستقطاب.
مع تزايد أزمات العالم العربي وتفاقم أوضاعه، تظل القوة الناعمة السعودية ضمانة للاستقرار والسلم والرفاهية، وقد ظهر هذا الدور خلال حرب غزة الأخيرة؛ التي بينت للجميع أن القيادة السعودية للنظام العربي حقيقة راسخة تستند إلى مقومات موضوعية صلبة.