-A +A
محمد الحلفي
كانت بوصلة السير ونقطة الوصول إلى العالمية ومتطلبات ذلك واضحة لدى قيادتنا؛ ونتج عن ذلك مبادرات ومشاريع وأنشطة وفعاليات أحدثت تحولات كبرى في المجالات كلها، ونهضة غير مسبوقة في مسيرة بلادنا شهدها العالم منذ تولي سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين محمد بن سلمان قيادة المملكة، ورافق ذلك وعي جماهيري والتفاف شعبي حول قيادتنا وإرادتها، وتسارعت الخطى بمستهدفات دقيقة وخطط استراتيجية مزمنة منذ تدشين العمل برؤية 2030، الرؤية الملهمة التي أزاحت هامش الفراغ من واقعنا، وعملت على استثمار قدراتنا وتوظيفها في صناعة مستقبلنا.

رؤية وجِّهت إلى تحقيقها القدرات والطاقات البشرية والموارد المالية، مسبوقة بإرادة قيادة استثنائية جعلت المستحيل ممكناً، وجذبت أنظار العالم إلى المملكة التي لا يليق بها إلا العالمية، لتتوّج مسيرتها باحتضان الحدث العالمي الكبير (إكسبو 2030) مبرهنة بذلك على قدراتها واتساع منجزاتها والوصول إلى رؤيتها برؤى ورويَّة وحنكة وحكمة سعودية.


إن استضافة مملكتنا لهذا الحدث العالمي (إكسبو 2030) هو تتويج للعمل المستمر منذ انطلاق رؤية 2030 التي حددت الوجهة ونقطة الوصول، ولم تعد معها مدننا تغفو، ولم يعد لمواردنا وجهة غير تحقيق الرؤية (وإذا كانت النفوس كباراً... تعبت في مرادها الأجسام). لقد مزجت رؤية 2030 بين قيم الوفاء والانتماء إلى هذا الوطن والتفاني من أجله والتضحية والعطاء المستمر، والثقة بقدرات أبنائه لتحقيق حلم كبير نراه ويراه العالم يتشكل في تفاصيل حياتنا وأرجاء مملكتنا.

ولم يكن لرؤيتنا أن تحقق هذه الإنجازات وتصل إلى ما وصلت إليه من مكانة عالمية في وقت قياسي لولا توافر الإرادة والقيادة والتفاني من أبناء وبنات الوطن، وهو ما يؤكد أن الوطن الذي نسكن فيه هو قبل ذلك يسكن الجميع بلا استثناء، وأن به كنا وسنكون قبلة العالم بمشيئة الله تعالى.