يسري تأثير الذكاء الاصطناعي ويستشري في أوساط عدة تاركاً الناس في ترقب، لا فرق بين المجهول والمعلوم مثلما هي الدهشة بين المتفائلين والمتشائمين. فهل تعد ثورة الذكاء الاصطناعي امتداداً لما سبقها من ثورات في تاريخ التطور والاتصال والمحتوى الذي حملته الثورات الصناعية، أم أن الذكاء الاصطناعي يعد انقلاباً على كل ما سبق من ثورات صناعية؟ وهل يكون الذكاء الاصطناعي مكملاً لدور الإنسان أم منافساً له؟ ولماذا لا يكون في خدمة الإنسان والبشرية بدلا من أن يكون ضدها؟
هناك من يبحث عن موطئ قدم في عالم الذكاء الاصطناعي المنتظر والمرتقب وهناك من يعيد تموضعه تبعاً لذلك. وهناك من يطرح السؤال إثر السؤال حتى لم يعد يمضي أسبوع أو أسبوعان إلا ويعقد مؤتمراً أو ندوة هنا أو هناك تحتدم فيها النقاشات بين المتحدثين والحضور وأحياناً بين خبراء الذكاء الاصطناعي وخبراء آخرين في الذكاء الاصطناعي حول مخاطر الذكاء الاصطناعي ومخاطره مقابل الفرص التي يوفرها ويقدمها. فالمهنيون وغيرهم يعيشون ترقباً حيال مصير مهنهم وأعمالهم وتخصصاتهم في ظل تنامي ثورة الذكاء الاصطناعي والتي يراها كثيرون لا تزال في بدايتها وأن القادم سوف يحدث زلزالاً حقيقي المفاهيم.
لقد كانت ندوة «الذكاء الاصطناعي وسوق العمل السعودي» التي عقدها مركز الأمير عبدالرحمن السديري يوم السبت الماضي في مدينة الغاط، واحدة من أهم الندوات التي تحدث فيها عدد من الخبراء في الذكاء الاصطناعي عن الذكاء الاصطناعي وتأثيراته على تضييق فرص العمل مقابل ما يخلقه من فرص بديلة مختلفة لذات السوق. لكن المتفائلين من الخبراء المتحدثين في الندوة ربطوا تفاؤلهم بشروط لا بد من تحقيقها، حتى يتم تعويض ما خسرته السوق.
كان من أبرز الشروط التي تحدث عنها البعض لنجاحنا مع الذكاء الاصطناعي العمل الجاد والمستمر على إنتاج البيانات الوطنية لتغذية نهر الذكاء الاصطناعي الجارف، لكي لا نبقى مستهلكين لبيانات الغير من الدول والأمم، مما يشكّل تحدياً وجودياً للهوية والقيم والاقتصاد والثقافة الوطنية. فإذا لم تستطع أن تنتج وتعيد إنتاج بياناتك كدول ومؤسسات، فقد تجد تلك الدول والمؤسسات نفسها أمام هيمنة من نوع جديد.
كما يرى خبراء الذكاء الاصطناعي أهمية وضرورة تأهيل وتدريب وتطوير كوادر بشرية بأعداد كبيرة من الخبراء والأخصائيين في مجال الذكاء الاصطناعي والتقنية ومجالات الاختراعات والابتكارات وكافة تطبيقات الذكاء الاصطناعي للاستفادة مما توفره من فرص تختصر الوقت والمكان والجهد والأموال الطائلة.
غير أن السرعة قد تكون العامل الحاسم والمهم للغاية من خلال الانخراط بسرعة وبقوة في إجراء الترتيبات الاستثنائية للتعامل مع تداعيات الذكاء الاصطناعي، فالمنافسة الخفية والمعلنة بين الشركات من جهة، وبين الدول من جهة أخرى على أشدها، وقد يكون حسم معركة الذكاء الاصطناعي كافياً في سبيل حسم نزاعات كبيرة أخرى في العالم.
كما كان واضحاً وجلياً يوم أمس في الملتقى العلمي الأول لمراكز البحوث الاجتماعية في المملكة العربية السعودية والذي نظمه المركز الوطني للدراسات والبحوث الاجتماعية بدعوة من المجلس التنسيقي لمراكز البحوث الاجتماعية، أهمية إنتاج البيانات الوطنية الأولية الحيوية من خلال هذا الملتقى وغيره، حيث كان هذا الملتقى نموذجاً لما يجب أن يكون عليه المحتوى المحلي وتناول كافة القضايا الوطنية وإنتاج وصناعة البيانات الأولية الحقيقية لتصب في نهر الذكاء الاصطناعي بدلاً من أن يترك هذا النهر فتتم تغذيته بمحتوى من مصادر تخدم مصالحها أو غير موثوقة.
إن الحاجة ماسة لعمل عربي مشترك لتنسيق الجهود والإمكانات في سبيل إنتاج بيانات عربية مشتركة ومحتوى عربي حيوي وقادر على المنافسة خاصة في القضايا العربية المصيرية. فالمؤسف حقاً أن هناك تفاوتاً كبيراً بين دولنا العربية فيما يتعلق بالتحول الرقمي والرقمنة والذكاء الاصطناعي.
فلعل المنظمة العربية للتنمية الإدارية تضع اللبنة الأساس لهذا العمل وهي تعقد المؤتمر العربي السادس في مجال الإعلام والذكاء الاصطناعي في شرم الشيخ. والتأسيس ربما لإنتاج بيانات ومحتوى ومعرفة عربية مشتركة خاصة ما يتعلق منها بالقضايا العربية المصيرية.
فهل أصبحت الحاجة ماسة لخطة طوارئ وحالة طوارئ للتعامل مع موجات الذكاء الاصطناعي المتوقعة، بحيث يتم تقليل مخاطرها وتعظيم الاستفادة منها والتي قد تصل ذروتها في ظل المنافسة بين بعض الشركات من ناحية وبين بعض الدول من ناحية أخرى، وكل ذلك يتم في ظل استقطابات حادة على وقع الحروب والتنافس بين أقطاب الاقتصاد.
إن حدة الصراعات المحتدمة قد تنهي كيانات وتؤسس إمبراطوريات نتيجة لتغير قواعد اللعبة، فالذكاء الاصطناعي حتى لو كان هدفه نبيلاً، إلا أن هناك دائماً مصالح يمكن أن تحركها الرغبة الأنانية والمصادر الكافية لخلط الأوراق وإلحاق الأذى بالآخرين.
هناك من يبحث عن موطئ قدم في عالم الذكاء الاصطناعي المنتظر والمرتقب وهناك من يعيد تموضعه تبعاً لذلك. وهناك من يطرح السؤال إثر السؤال حتى لم يعد يمضي أسبوع أو أسبوعان إلا ويعقد مؤتمراً أو ندوة هنا أو هناك تحتدم فيها النقاشات بين المتحدثين والحضور وأحياناً بين خبراء الذكاء الاصطناعي وخبراء آخرين في الذكاء الاصطناعي حول مخاطر الذكاء الاصطناعي ومخاطره مقابل الفرص التي يوفرها ويقدمها. فالمهنيون وغيرهم يعيشون ترقباً حيال مصير مهنهم وأعمالهم وتخصصاتهم في ظل تنامي ثورة الذكاء الاصطناعي والتي يراها كثيرون لا تزال في بدايتها وأن القادم سوف يحدث زلزالاً حقيقي المفاهيم.
لقد كانت ندوة «الذكاء الاصطناعي وسوق العمل السعودي» التي عقدها مركز الأمير عبدالرحمن السديري يوم السبت الماضي في مدينة الغاط، واحدة من أهم الندوات التي تحدث فيها عدد من الخبراء في الذكاء الاصطناعي عن الذكاء الاصطناعي وتأثيراته على تضييق فرص العمل مقابل ما يخلقه من فرص بديلة مختلفة لذات السوق. لكن المتفائلين من الخبراء المتحدثين في الندوة ربطوا تفاؤلهم بشروط لا بد من تحقيقها، حتى يتم تعويض ما خسرته السوق.
كان من أبرز الشروط التي تحدث عنها البعض لنجاحنا مع الذكاء الاصطناعي العمل الجاد والمستمر على إنتاج البيانات الوطنية لتغذية نهر الذكاء الاصطناعي الجارف، لكي لا نبقى مستهلكين لبيانات الغير من الدول والأمم، مما يشكّل تحدياً وجودياً للهوية والقيم والاقتصاد والثقافة الوطنية. فإذا لم تستطع أن تنتج وتعيد إنتاج بياناتك كدول ومؤسسات، فقد تجد تلك الدول والمؤسسات نفسها أمام هيمنة من نوع جديد.
كما يرى خبراء الذكاء الاصطناعي أهمية وضرورة تأهيل وتدريب وتطوير كوادر بشرية بأعداد كبيرة من الخبراء والأخصائيين في مجال الذكاء الاصطناعي والتقنية ومجالات الاختراعات والابتكارات وكافة تطبيقات الذكاء الاصطناعي للاستفادة مما توفره من فرص تختصر الوقت والمكان والجهد والأموال الطائلة.
غير أن السرعة قد تكون العامل الحاسم والمهم للغاية من خلال الانخراط بسرعة وبقوة في إجراء الترتيبات الاستثنائية للتعامل مع تداعيات الذكاء الاصطناعي، فالمنافسة الخفية والمعلنة بين الشركات من جهة، وبين الدول من جهة أخرى على أشدها، وقد يكون حسم معركة الذكاء الاصطناعي كافياً في سبيل حسم نزاعات كبيرة أخرى في العالم.
كما كان واضحاً وجلياً يوم أمس في الملتقى العلمي الأول لمراكز البحوث الاجتماعية في المملكة العربية السعودية والذي نظمه المركز الوطني للدراسات والبحوث الاجتماعية بدعوة من المجلس التنسيقي لمراكز البحوث الاجتماعية، أهمية إنتاج البيانات الوطنية الأولية الحيوية من خلال هذا الملتقى وغيره، حيث كان هذا الملتقى نموذجاً لما يجب أن يكون عليه المحتوى المحلي وتناول كافة القضايا الوطنية وإنتاج وصناعة البيانات الأولية الحقيقية لتصب في نهر الذكاء الاصطناعي بدلاً من أن يترك هذا النهر فتتم تغذيته بمحتوى من مصادر تخدم مصالحها أو غير موثوقة.
إن الحاجة ماسة لعمل عربي مشترك لتنسيق الجهود والإمكانات في سبيل إنتاج بيانات عربية مشتركة ومحتوى عربي حيوي وقادر على المنافسة خاصة في القضايا العربية المصيرية. فالمؤسف حقاً أن هناك تفاوتاً كبيراً بين دولنا العربية فيما يتعلق بالتحول الرقمي والرقمنة والذكاء الاصطناعي.
فلعل المنظمة العربية للتنمية الإدارية تضع اللبنة الأساس لهذا العمل وهي تعقد المؤتمر العربي السادس في مجال الإعلام والذكاء الاصطناعي في شرم الشيخ. والتأسيس ربما لإنتاج بيانات ومحتوى ومعرفة عربية مشتركة خاصة ما يتعلق منها بالقضايا العربية المصيرية.
فهل أصبحت الحاجة ماسة لخطة طوارئ وحالة طوارئ للتعامل مع موجات الذكاء الاصطناعي المتوقعة، بحيث يتم تقليل مخاطرها وتعظيم الاستفادة منها والتي قد تصل ذروتها في ظل المنافسة بين بعض الشركات من ناحية وبين بعض الدول من ناحية أخرى، وكل ذلك يتم في ظل استقطابات حادة على وقع الحروب والتنافس بين أقطاب الاقتصاد.
إن حدة الصراعات المحتدمة قد تنهي كيانات وتؤسس إمبراطوريات نتيجة لتغير قواعد اللعبة، فالذكاء الاصطناعي حتى لو كان هدفه نبيلاً، إلا أن هناك دائماً مصالح يمكن أن تحركها الرغبة الأنانية والمصادر الكافية لخلط الأوراق وإلحاق الأذى بالآخرين.